الأعمال الفكرية بمعنى أنه من الضروري ألا نعتبر هذه الحكومات على حق. وأن الأفكار المطالبة بالإصلاح على خلاف ذلك .. لقد آن الأوان كي يتعلم الناس ألا يتسامحوا مع قديم لا يقره العقل، وآن الأوان كي يتعلم الناس ألا يرفضوا جديدا يقره العقل ويراه أمرًا لازما، لقد آن الأوان لكي تشرع الطاقات البشرية في البدء بحقبة تاريخية جديدة تحسن فيها نظم الحكم لتحقيق مزيد من السعادة للإنسان (٦)" أما والثورة قد انحدرت من مثل الفلاسفة إلى الطغيان العشوائي المرعب، فقد راجع ماكنتوش نظرياته وواءم نفسه مع القوى الاجتماعية التي تركت آثارها عليه. ففي محاضراته قوانين الطبيعة وقوانين الأمم"(١٧٩٩) تناول بطريقة كانت ستسعد بورك - كيف أن التنظيم الاجتماعي يمكنه أن يُعَمِّم (من خلال تطور الفرد) عادات الأفعال، وتأصيل الحكم على وفق الضمير بشكل يجعلها متأصلة في الأعماق، وعلى هذا فالشخص البالغ في مجتمعات حضريه ليس إفرازا طبيعيا فحسب وإنما هو أيضا ناتج التربية وأسلوب التنشئة - وقد كتب مكنتوش في أعوامه الأخيرة كتابه (تاريخ الثورة في إنجلترا History of the Revolution in England) (١٨٣٢) معتمدا على وثائق ومصادر أصلية من الأمثلة السابقة يمكننا أن نحكم بأن الحضارة الإسكتلندية لم تكن قد استكانت إلى عظمتها الماضية عند الحد الزمني المتمثل في الانتقال من القرن ١٨ إلى القرن ١٩. لقد كانت الزراعة مزدهرة خاصة في الأراضي المنخفضة Lowlands. وهناك أيضا كانت آلات النسيج تعمل باستمرار، وكان روبرت أوين Owen قد فتح آفاقا جديدة للتعاون الإنساني. وكانت جلاسجو فخورة بعلمائها، وكانت أدنبره تعج بمحاميها وأطبائها ورجال الدين فيها، وكانوا في طليعة معاصريهم. وفي مجال الفن كان السير هنري روبورن Raeburn يرسم صورا شخصية جعلت منه رينولدز Reynolds سكوتلندا. وفي مجال الأدب كان بوزويل ينشر (١٧٩١) ذلك النبع الدائم من البهجة (حياة صمويل جونسون) وفي أبوتسفورد Abbotsford في التويد - بين الأعداء القدماء - راح يغني أعذب الأغاني ويكتب الروايات العالمية المشهورة ليدفع جانبا من ديونه. لقد كان ألطف الإسكتلنديين وأكثرهم وداعة ورقة.
وكان والتر سكوت بحكم مزاجه وحساسيته ملائما تماما ليكون ممن لهم الريادة في