جمعية الإليوميناتي Illuminati، وكان آدم فيشوبت Adam Weishaupt الجزويتي (اليسوعي) الذي نبذه الجزويت (اليسوعيون) قد أسس هذه الجمعية السرّية (الإليوميناتي) في سنة ١٧٧٦، لكن هذه الجمعية لم تكن منتعشة بالمقارنة بالجمعيات الأخرى. وجدّد ليوبولد الثاني قرار أمّه بمنع كل الجمعيات السرّية.
وقد حققت الكنيسة بشكل طيب مهامها في تعليم الناس الوطنية والإحسان والانضباط الاجتماعي والالتزام بالمحرمات في العلاقات الجنسية. وقد ذكرت مدام دي ستيل de Stael في سنة ١٨٠٤:
" أنت لا تلتقي أبداً بمتسوّل .. فالمؤسسات الخيرية منظمة بانضباط شديد، ويُقيمها من يشاء دون مانع. إن كل شيء يحمل الطابع الأبوي لحكومة دينية حكيمة "
ويلتزم العامة - بشكل حر - بتجنب المحرمات الجنسية، لكن الطبقات العليا أكثر تسيّباً في هذا الشأن فللرجال في هذه الطبقة خليلات وللنساء عشّاق.
واعترض بيتهوفن - فيما يقول ثاير Thayer: " على ممارسة كانت غير قليلة الانتشار في فيينا على أيامه وهي أن يعيش المرء مع امرأة غير متزوجة"، حياة الأزواج لكن قوّة الروابط داخل الأسرة كانت أمراً معتاداً، وظلت سلطة الأب قائمة، وكانت العادات معتدلة لطيفة ولم تكن المشاعر الثورية لتلقى ترحاباً كبيراً. كتبت بيتهوفن في ٢ أغسطس سنة ١٧٩٤:
" أعتقد أن النمساوي لن يثور طالما كانت لديه جعّته (البيرة) الداكنة وسجقه sausage " (السجق هو النقانق).
وكان رجل فيينا النمطي (التقليدي) يفضّل أن تُولم له (أي تدعوه لوليمة) أو تحتفي به أكثر من تفضيله للإصلاح. لقد كان بالفعل ينفق بنساته القليلة (قطع العملة القليلة القيمة، وكان من هذه العملات السائدة في فيينا الجروشن groschen والكروزر Kreuzers) لمشاهدة نيكلوس روجر Niklos Roger ذلك الحاوي الإسباني الذي يدَّعي أنه محصن ضد النار (لا يحترق) وإن استطاع ابن فيينا تدبير قطعة عملة أخرى لعب البلياردو أو كرة البولنج.
وكانت فيينا وضواحيها تغص بالمقاهي - نسبة إلى مشروب القهوة الذي أصبح الآن ينافس البيرة (الجعّة) كمشروب محبّب. وكانت المقاهي هي نوادي الفقراء، إذ كان أهل فيينا من الطبقات الصاعدة يذهبون إلى البيرهولن Bierhallen التي كانت الحدائق الجميلة تحيط بها، وكان بها قاعات حسنة حيث كان في مقدور الأثرياء أن يفقدوا أموالهم في