أخوه جيروم Jerome. وعندما رقى نابليون أخاه جيروم فكلفه بحكم نابلي (١٨٠٨) راح نابليون يحكم دوقية بيرج Berg عن طريق مفوضين يرسلهم إليها، وراح عاما بعد عام يدخل فيهما الأساليب الفرنسية في الإدارة والضرائب والقانون. وكان النظام الإقطاعي فيهما قد غدا أثراً بعد عين إذ تطورت التجارة والصناعة حتى أصبحت الدوقية مركزا مزدهرا لاستخراج المعادن وصناعتها.
أما وستفاليا فكانت أكثر تنوعا واتساعا، فطرفها الغربي هو دوقية كليفز Cleves (التي ترجع إليها أصول الزوجة الرابعة لهنري الثامن) ومن ثم تتخذ اتجاها شرقيا عبر مونستر Munster وهايلدشيم Hildesheim وبرونسفيك Brunswick وفولفن بوتل Wolfenbuttel إلى ماجدبورج Magdeburg، وعبر بادربورن Paderborn إلى كاسل Cassel (العاصمة) وعبر أنهار الرور (الروهر Ruhr) وإمز Ems وليبي Lippe إلى السال Saale والإلب Elbe. وعندما أصبح جيروم بونابرت ملكا عليها في سنة ١٨٠٧ كان في الثالثة والعشرين من عمره وكان أكثر اهتماماً بالمسرات منه بالسلطة.
وراح نابليون - آملا أن تحوله المسئولية إلى شخص ناضج مستقر - يرسل له خطابات غاصة بالنصائح والتوجيهات الممتازة، بل وكانت ذات لمسة إنسانية حقا، لكنها كانت مصحوبة بمطالب مالية كبيرة، ووجد جيروم أنه من الصعب إشباع مطالب أخيه مقارنة بالموارد المالية المتاحة، بالإضافة إلى ميله (أي جيروم) للحاشية المسرفة وحياة الترف. وقد تعاون بشكل فعال تماما في إدخال الإصلاحات المبدعة الخلاقة التي عادة ما كان نابليون يجلبها معه في فترة فتوحاته وكان من مبادئ نابليون الأساسية أن الناس لا قدرة لهم على تحديد مستقبلهم، فالمؤسسات وحدها هي التي تحدد قدر الأمم لذا فقد قدم لوستفاليا Westphalia مجموعة قوانين (مدونة قانونية) وإدارة تتسم بالكفاءة، كما كانت تتسم بالأمانة النسبية، وحرية دينية ونظاما قضائيا كفؤا وأدخل نظام المحلفين، والمساواة أمام القانون، وتوحيد الضرائب، ونظام المراجعة المحاسبية الدورية لكل الأنشطة الحكومية.
وكانت جمعية وستفاليا الوطنية يتم انتخابها من خلال حق اقتراح محدود: ١٥ من بين ١٠٠ مندوب (نائب أو مفوض) يتم اختيارهم من التجار ورجال الصناعة، و ١٥ من بين العلماء وغيرهم من ذوي المكانة. ولم يكن لهذه الجمعية الوطنية