للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١٧٩٠) التي أنجبت له ولداً. وكان لديه من الوقت ما يسمح له بعزف الفيولونشللو Violoncello وباستقبال موزارت وبيتهوفن، وبتأسيس أكاديمية للموسيقي ومسرح للدولة. وموّل (وأعلن) في سنة ١٧٩٤ مدوّنه قانونية جديدة تحوي كثيراً من العناصر الليبرالية.

وسمح لجوهان (يوهان) فون فولنر Johann Von Wollner وهو إصلاحي أخذ بالمذهب العقلي، وكان أثيراً لديه - سمح له في سنة ١٧٨٨ بإصدار قانون إيمان ديني Religionsedikt أنهى التسامح الديني وأحكم الرقابة حتى إن كثيراً من الكتاب هجروا برلين بسببه.

وقامت سياسته الخارجية على الدفاع، فقد رفض الموقف الهجومي لسلفه، وهزأ بقرن سبق من الأحداث، فخطب ود النمسا، باعتبار ذلك خطوة كبرى نحو وحدة ألمانيا وأمنها. ولم يكن يحب الثورة الفرنسية، فبقي راضياً عن النظام الملكي (وكذلك كان شعبه راضياً عن الملكية) وأرسل بعض القوّات للمشاركة في معركة فالمي Valmy (١٧٩٢) ولكنه كان سعيداً بعودة من بقي من جنوده لمساعدته في التقسيم الثاني لبولندا، وفي سنة ١٧٩٥ وقّع اتفاق سلام بازل (بَاسِل Basel) مع فرنسا التي سمحت له بالاستيلاء على وارسو في التقسيم الثالث لبولندا.

ورغم ما حصل عليه وضمه لبلاده فقد سمح بتدهور أحوالها مالياً وعسكرياً. ومنذ وقت باكر يرجع إلى سنة ١٧٨٩ كتب ميرابو Mirabeau بعد إقامة طويلة في برلين - وكأنه يتنبّأ:

"العرش البروسي أصبح في وضع لا يتمكن فيه من التغلب على أية كارثة. لقد أصبح الجيش في حالة استرخاء وفقد حماسه، وأصبح الجهاز الإداري هشاً يشيع فيه الغش والخداع والرشوة. وأصبحت ميزانية الدولة مضطربة وقريبة من الإفلاس. ولم تكن سوى الحرب هي التي تستطيع بشكل حاسم أن تُوضِّح لهذا الجيل الأعمى ما وصلت إليه بلادهم من تدهور .. ذلك التدهور الذي أصاب بالشلل كل النشاطات بعد أن ركن الناس لسحر شهرة بلادهم في الماضي".