للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هايدلبرج Heidelberg قد أسست في سنة ١٣٨٦، وأسست جامعة كولوني Cologne في سنة ١٣٨٨، وجامعة إيرفورت Erfurt في سنة ١٣٧٩، وجامعة ليبزج (ليتسج Leipzig) في سنة ١٤٠٩، وجامعة روستوك Rostok في سنة ١٤١٩ وجامعة مينز (مينتس Mainz) في سنة ١٤٧٦، وجامعة توبنجن Tubingen في سنة ١٤٧٧ وجامعة فيتنبرج Wittenberg في سنة ١٥٠٢ والآن أصبحت كل هذه الجامعات في عُسر وحاجة. وكانت جامعة كونيجسبرج Konigsberg التي بدأت في سنة ١٥٤٤ قد انتعشت بوجود إمانويل كانط Immanuel Kant بها.

أما جامعة يينا Jena التي أسست سنة ١٥٥٨ فقد صارت العاصمة الثقافية لألمانيا بوجود شيلر وفيشته Fichte وشيلنج Schelling وهيجل Hegel والأخوين شليجل Schlegel والشاعر هولدرلين Holderlin، وفي هذه الجامعة كانت هيئة التدريس غالبا ما تضارع الطلاب في ترحيبهم بالثورة الفرنسية. وكانت جامعة هاله Halle (١٦٠٤) أول جامعة عصريه بثلاثة معان: لقد نذرت نفسها لحرية الفكر والتدريس، ولم تكن تطلب من أساتذتها تعهدا بالالتزام بالعقيدة الدينية السلفية - الأرثوذكسية orthodoxy (المقصود الصحيحة من وجهة نظر رجال الدين الكاثوليك أو البروتستنت) وقد خصصت في برامجها التعليمية مكانا للعلوم والفلسفة، وأصبحت مركزا للبحث العلمي بدراساته النظرية والمعملية.

أما جامعة جوتنجن التي أسست في وقت متأخر يرجع لسنة ١٧٣٦، فقد أصبحت في سنة ١٨٠٠ أعظم مدرسة في أوربا لا تضارعها إلا جامعة لايدن Leiden في هولندا. قالت مدام دي ستيل Stael التي كانت تجول هناك في سنة ١٨٠٤ إن كل شمال ألمانيا غاص بأفضل الجامعات في أوربا لقد كان فيلهلم فون همبولدت كفرانسيس بيكون في هذه الحركة الإحيائية التعليمية، وكان واحدا من بين العقول المتحررة العظيمة في عصره. ورغم أنه نبيل الأصل (من طبقة النبلاء) إلا أنه وصف طبقة النبلاء بأن وجودها كان ضروريا في وقت من الأوقات أما الآن فقد أصبح وجودها شراً لا داعي له وقد خلص من دراسته للتاريخ أن كل المؤسسات تقريبا مهما أصبحت ناقصة معوقة معيبة، إلا أنها في وقت من الأوقات كانت مفيدة.

فما الذي جعل الحرية على قيد الحياة في العصور الوسطى؟ إنه نظام الإقطاع fiefs. ما الذي حافظ على العلوم في عصور البربرية؟ إنه النظام