الثلاثة الأولى. لقد رحب بها البناءون الأحرار Freemasons والروزيكروشيون Rosicrucians أصحاب الاتجاه الباطني ودعاة التنوير المعتزون بفكرهم Illuminati، واعتبروها فجر عصر ذهبي طال انتظارهم له وشوقهم إليه. لقد أيد الفلاحون الثوار ضد السادة الإقطاعيين (الفرسان الإمبراطوريين) والحكام الأسقفيين في تريير Trier وسبير Speyer. وبورجوازيو هامبورج هللوا للثورة باعتبارها إعلاء لشأن رجال الأعمال ضد الأرستقراطيين المتغطرسين، وراح الشاعر العجوز كلوبشتوك Klopstock الذي يقيم في هامبورج، يقرأ قصائده في مهرجان الحرية ويصيح بفرح وهو يترنم بأبيات قصائده،
وراح العلماء والصحفيون والشعراء والفلاسفة يترنمون مادحين in a cappella hymns (والكابلا قاموسياً هي العَيّوق)، وراح جوهان (يوهان) فوص Voss مترحم أعمال هوميروس، ويوهان فون ميلر Muller المؤرخ، فريدريش فون جنتس Genz الدبلوماسي (خارج الخدمة) والفلاسفة من كانط إلى هيجل - راحوا جميعا يتغنون باسم الثورة ويدعون لها بالنجاح. كتب جورج فوستر Foster (الذي كان يصحب كوك Cook في رحلة حول العالم): "إنه لشيء عظيم أن يرى المرء الفلسفة قد نضجت في العقول وأصبحت واقعاً" في الدولة لقد ظلت ألمانيا منتشية لفترة بأخبار الثورة الفرنسية ففي كل مكان فيها (حتى في الأوساط الملكية كما في حالة الأمير هنري أخو فريدريك الكبير الباقي على قيد الحياة) كان الناس يرفعون أيديهم بالدعاء لفرنسا الثورة.
في ظل هذه النشوة أضاف الأدب الألماني الثورة إلى انتصارات فريدريك، وارتفع (أي الأدب) في غضون ثلاثين عام (١٧٧٠ - ١٨٠٠) ليكون أدبا ناشطاً فعالا متنوعا متألقا يضارع الأدب الناضج في كل من إنجلترا وفرنسا - لقد أصبح هذا هو حال الأدب في ألمانيا بعد أن ظل في حالة سبات طويل منذ فترة النزاع الديني، وهذا الأدب نفسه (المتأثر بالثورة الفرنسية) هو الذي أدهش الناس بتقدمه، فراح يلعب دوره في النهوض بألمانيا لإزاحة النير الفرنسي لتدخل (أي ألمانيا) في أزهى قرونها من النواحي السياسية والصناعية والعلمية والفلسفية.
وبطبيعة الحال لم يدم هذا المزاج السعيد، فقد أتت الأخبار بالهجوم على التوليري Tuileries، ومذابح سبتمبر وعهد الإرهاب وسجن الملك (الفرنسي) والملكة ثم إعدامهما