لكنه عمل أخيرا على التوفيق بين الكاثوليكية والبروتستنتية كخطوة نحو توحيد أوربا.
والتحق وهو في التاسعة عشرة من عمره بجامعة يينا Jena وكون علاقات صداقة حميمة مع تيك Tick وشيلر وفريدريش فون شليجل وربما حضر بعض محاضرات فيشته التي كان لها تأثيرها في يينا وفيمار. وبعد أن قضى عاما في جامعة فيتمبرج تبع أباه إلى أرنشتادت Arnstadt في ثورينجيا Thuringia. وبالقرب من جروننجن Gruningen التقى بصوفي فون كوهن Sophie Von Kuhn فاهتز لقوامها الجميل وشخصيتها الفاتنة لدرجة أنه طلب يدها من والديها. وفي سنة ١٧٩٥ كان هو وصوفي قد خطبا رسميا رغم أنها لم تكن قد تجاوزت الرابعة عشرة من عمرها. وسرعان ما سقطت مريضة بداء الكبد، فأجريت لها عمليتان أنهكتاها فماتت في سنة ١٧٩٧، ولم يفق نوفاليز أبدا من هول موت حبيبة قلبه فكانت أشهر قصائده هي ستة ترنيمات (١٨٠٠) Hymnen an die Nacht كذكرى حزينة لحبيبته صوفي.
وفي سنة ١٧٩٨ خطب جولي فون كاربنتير لكن الخطبة فشلت فلم ترس السفينة على شاطئ الزواج. وشارك السل (ذات الرئة) الحزن في إنهاك الشاعر فمات في ٢٥ مارس ١٨٠١ وهو الثامنة والعشرين. وترك لنا رواية هي (هنريش فون أوفتردنجن Heinrich Von Ofterdingen (١٧٩٨ - ١٨٠٠) تقدم لقرائها تعبيرا مكثفا عن التطلع للسلام الديني (التوق الشديد إ ليه، والمقصود التطلع لنهاية الخلاف بين الكاثوليكية والبروتستنتية). وكان قد امتدح في وقت من الأوقات (فيلهلم ميستر Wilhelm Meister) التي ألفها جوته كعمل واقعي يقدم وصفا مفيدا لتطور الإنسان، لكنه عاد الآن يدينها باعتبارها تضفي المثالية على الأعمال الدنيوية.
وكان البطل في روايته كشخصية تاريخية، فهو المؤلف الحقيقي لرواية (Nibelungenlied) ، فجالاهاد Galahad كرس نفسه لتتبع وردة زرقاء رمزا لتحول الموت إلى فهم لا حد له (خالد) ولا نهاية. يقول هنريش:"إنها الوردة الزرقاء التي طالما تقت لرؤيتها، إنها دوماً في عقلي ولا أستطيع أن أتخيل سواها ". إننا نجد هنا، كما نجد في مقاله الذي حقق شهرة في وقت من الأوقات (الدولة المسيحية في أوربا) دفاعا عن العصور الوسطى كعصر مثالي (بل إنه دافع عن محاكم التفتيش) شهدت فيها أوربا