للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي سنة ١٧٩٩ أصدر رواية (لوسينده Lucinde) وهي التي أصبحت علماً أحمر يقود الهجوم ضد المعتقدات القديمة والمحرمات taboos المزعجة. وكان هذا الهجوم نظرياً دفاعا عن حق الشعر كمفسر للحياة ومرشد لها. "فالصناعة والاتجاه النفعي هما ملائكة الموت، فلم هذا الاندفاع المستمر والعمل الدائب بلا راحة ولا استرخاء؟ " ويعلن بطل الرواية أيضا: "إن إنجيلنا هو إنجيل المرح والحب" وهو يعني مرح الحب وبهجته دون زواج. وعندما حاول فريدريش زيارة أخيه الذي كان في ذلك الوقت معلما في جوتنجن (١٨٠٠) أرسلت السلطات في هانوفر أمرا حاسما لرئيس الجامعة: "إذا أتى فريدريش شليجل وهو أخو أستاذ عندكم، إلى جوتنجن بغرض الإقامة لأي فترة فلن يسمح له بذلك، وسيكون أمراً طيبا إذا طلبتم منه مغادرة المدينة، ذلك لأن كتاباته تنحو نحواً غير أخلاقي".

والمرأة التي ألهمت شليجل في روايته (لوسينده) هي كارولين ميشاليز (ميكاليز Michaelis) ولدت كارولين في سنة ١٧٦٣ وتزوجت أستاذا جامعيا (١٧٨٤) ولم تكن سعيدة معه، فتحررت عندما مات، وراحت لعدة سنوات تمرح مستمتعة بمباهج الحياة كأرملة جميلة ومفكرة. وقد أحبها أوجست فون شليجل عندما كان طالبا في جوتنجن، واقترح عليها الزواج فرفضت لأنه أصغر منها بأربع سنوات.

وعندما غادر ليدرس في أمستردام (١٧٩١) راحت تدخل في سلسلة من المغامرات الجنسية ففوجئت بأنها حامل وانضمت إلى مجموعة ثورية في مينز وقبض عليها، وعمل والداها على إطلاق سراحها فذهبت إلى ليبزج لتضع حملها، وهنا ظهر أوجست فون شليجل وعرض عليها الزواج مجددا فقبلت فتزوجها (١٧٩١) وتبنى طفلها، واتجهوا جميعا (الزواج والزوجة وابنها) إلى يينا Jena.

ويينا أصبحت المضيفة الأثيرة لليبراليين لتعلمها وحيويتها ومناقشاتها الذكية وقال عنها فيلهلم فون همبولدت Von Humboldt إنها أكثر من عرف من النساء مهارة ونشاطا. وأتى جوته وهيردر Herder من فيمار ليجلسوا إلى مائدتها ويسعدوا بصحبتها. ووقع فريدريش فون شليجل الذي كان يقيم مع أخيه في هذا الوقت - وقع هو الآخر في حبها، فجعل منها (لوسينده) في روايته وراح ينشد لها أناشيد الحب ويرفع من شأنها حتى ضاقت الكلمات عن عاطفته.

وفي هذه الأثناء ذهب أوجست شليجل الذي