البضائع الإنجليزية. ولم يكن إسكندر يحب قيام نابليون بإنشاء دوقية وارسو الكبيرة القريبة جدا من المناطق البولندية التي استولت عليها روسيا مخافة أن يقوم نابليون في أي وقت بإحياء مملكة بولندا المعادية لروسيا. ووجد إسكندر أنه ليوحد بلاده صفاً واحدا وراءه، فعليه أن يقدم تنازلات للنبلاء والتجار.
لقد كان يعلم أن البضائع البريطانية (أو البضائع الواردة من المستعمرات البريطانية) تدخل روسيا بأوراق يزورها التجار والموظفون الروس لتفيد أنها بضائع أمريكية وبالتالي فدخولها مباح. فسمح بدخول البضائع البريطانية وكان جانب من هذه البضائع يتخذ طريقه من روسيا إلى بروسيا وغيرها.
وقد أرسل نابليون احتجاجا غاضبا إلى القيصر عن طريق الوزير minister الروسي في باريس إلا أن القيصر أصدر مرسوما في ٣١ ديسمبر ١٨١٠ يجيز فيه دخول بضائع المستعمرات البريطانية وخفض التعريفة الجمركية عليها، ورفع التعريفة الجمركية على البضائع الفرنسية. وفي فبراير سنة ١٨١١ أرسل له نابليون خطابا حزينا:"إن جلالتكم لم تعودوا تكنون أي صداقة لي، فلم نعد في نظر إنجلترا وأوربا حلفاء" ولم يجب إسكندر وإنما حشد ٢٤٠،٠٠٠ من جنوده في نقاط مختلفة على حدوده الغربية. وعلى وفق ما ذكره كولينكور Caulaincourt فإن إسكندر كان قد قرر خوض حرب منذ بواكير شهر مايو ١٨١١: "من الممكن بل ربما من المحتمل أن يهزمنا نابليون لكن هذا لن يتيح له السلام … إن بلادنا شاسعة يمكن أن نتراجع فيها .... سوف نتركه لمناخنا، ولشتائنا ليخوضا الحرب ضده … إنني سأنسحب إلى كامشاتكا Kamchatka لكنني لن أتخلى أبدا عن أي من ممتلكاتي".
لقد اتفق - الآن - إسكندر مع الدبلوماسيين الإنجليز في سان بطرسبرج ومع شتاين Stein واللاجئين البروس في بلاطه الذين كانوا يقولون له منذ وقت طويل أن هدف نابليون هو ضم كل أوربا إلى حكمه. وليوحد الأمة ألغى كل الإصلاحات وكل اقتراح بالإصلاح، إذ كانت هذه الإصلاحات ستثير عليه أكثر الأسر الروسية نفوذا، بل لقد شعر أنه حتى العوام لم يكونوا مهيئين لها.
وفي ٢٩ مارس ١٨١٢ طرد سبيرانسكي ليس من منصبه فقط وإنما من البلاط ومن سان بطرسبرج، وراح يصغي على نحو أكثر فأكثر للكونت المحافظ