سريع للاستيلاء على مقر القيادة الفرنسية في دريسدن. واستدار نابليون وكفّ عن متابعة بلوخر، وقاد ١٠٠،٠٠٠ رجل مسافة ١٢٠ ميلاً في أربعة أيام، ووجد أن النمساويين يكادون يتحكمون في كل المرتفعات حول العاصمة السكسونية، وفي ٢٦ أغسطس راح الجيش الفرنسي بقيادة الحرس القديم والحرس الجديد يهتف عاش الإمبراطور وهو - أي الجيش الفرنسي - يقتحم صفوف الأعداء ويحاربهم بضراوة شديدة حتى إن مورا Murat قاد سلاح الفرسان التابع له بتهوّر شديد كما كان يفعل أيام شبابه لدرجة أنه بعد يومين من المعركة، أمر شفارتسنبرج قواته بالتراجع مخلّفاً ٦،٠٠٠ من رجاله بين قتيل وجريح وأسير. وكان نابليون نفسه يوجه إطلاق المدافع فأصلى العدو ناراً كثيفة حامية.
وكان إسكندر يراقب الصراع من فوق تل مكشوف، وكان معه مورو Moreau الذي كان قد أصبح أثيراً لديه. وأصابت قذيفة مدفع ساقي مورو فأطاحت بهما، ومات بعد أيام قليلة وسط جيش القيصر، لكنه صاح وهو يموت:"أأنا مورو! تصيبني طلقة من الجيش الفرنسي وأموت بين أعداء فرنسا!! ".
وتعقّب فاندام Vandamme النمساويين المنسحبين ولم يتبعه نابليون ولم يقدم له دعماً (كان نابليون قد تعرّض لآلام حادة في معدته)، ووقع فاندام في شرك نصبه له العدو فاستسلم مع رجاله البالغين ٧،٠٠٠ في ٢٨ أغسطس لأحد أقسام جيش شفارتسنبرج، وبعد ذلك سرعان ما فقد ني Ney ١٥،٠٠٠ من رجاله في اشتباكات مع العدو في دنيفتس Dennewitz (٦ سبتمبر)، وحزن نابليون لأن نصره الذي أحرزه في دريسدن سرعان ما ضاع هباء. فأرسل (أي نابليون) إلى السينات Senate لاستدعاء ١٢٠،٠٠٠ مجند إلزامي من دفعة ١٨١٤ (الدفعة التي يحين وقت تجنيدها في سنة ١٨١٤) و ١٦٠،٠٠٠ من دفعة ١٨١٥. وكان هؤلاء المجندون الجُدد صغاراً وسيحتاجون لشهور كثيرة لتدريبهم. وفي الوقت نفسه كان ٦٠،٠٠٠ جندي قد أُضيفوا إل الجيش الروسي، وكانوا ممّن تمرسوا على الحرب في معركة في بولندا، وفي ٨ أكتوبر انضم جيش بافاريا Bavaria إلى أعداء نابليون بعد أن كان يقاتل في صفّه.