وغصّ صالون مدام دي سيتل بالإشاعات وراحت هي أيضا تفكّر في الهرب. وفي ١٩ مارس نشرت جريدة (جورنال دي ديبات Journal des de bats) (أي: جريدة المناقشات) مقالا بقلم عشيق مدام دي ستيل غير الدائم - بنيامين كونستانت يعيد فيه تأييده للويس الثامن عشر والحكومة الدستورية، ثم اختفى في مساء اليوم نفسه (أي أخفى نفسه وسترها عن العيون).
أما لويس الثامن عشر نفسه الذي كان دوما كارها للانتقال فقد أجّل رحيله حتى وصلته الأخبار في ١٩ مارس بأن نابليون وصل إلى فونتينبلو، ومن المتوقع أن يصل باريس في اليوم التالي. وفي الساعة الحادية عشر مساء ركب لويس ١٨ مع أسرته خارجاً من التوليري قاصدا ليل Lille تلك المدينة الموالية للملكية بشدّة لكن الملك - بلا شك - فكر في أخ له انطلق في رحلة مماثلة في سنة ١٧٩١ فأعاده الشعب سجينا (إشارة إلى محاولة الهرب التي قام بها لويس ١٦). وفي ٢٠ مارس قام بعض البونابارتييّن المتحمّسين - بعد أن علموا أن قصر التوليري قد خلا من الملك وحرسه - بدخول القصر بفرح غير منضبط، وأعدوا الغرف الملكية لاستقبال نابليون. وكان جيش نابليون كلما تقدم لهدفه ازداد عدده. وبقي نابليون نفسه في فونتينبلو حتى الثانية ليلا. يُملي الرسائل ويصدر التعليمات، ومن المفترض أنه تجوّل بشغف بالقرب من القصر الذي شهد كثيرا من أحداث التاريخ بما في ذلك تنازله عن العرش للمرة الأولى، ذلك التنازل الذي حان وقت إلغائه والثأر ممن كانوا سببا فيه. ووصل باريس في نحو الساعة التاسعة صباحا بصحبة بيرتران Bertrand وكولينكور Caulaincourt، فساروا ولا يكاد تعرفهم أحد حتى وصلوا التوليري، وهناك كان جمع من الأقارب والأصدقاء حيّوه بعاطفة جيّاشة وحملوه ليرقوا به الدرجات، وراح ينتهي من عناق أحدهم حتى يعانق الآخر حتى جلس أمامهم منهكا مذهولا لكنه كان سعيدا إلى درجة أن الدموع ذرفت من عينيه. وأتت هورتنس Hortense فوبّخها لأنها قبلت تودّد إسكندر إليها، فدافعت عن نفسها، فرقّ لها وأخذها بين ذراعيه وقال:
"أنا أب طيب .. أنت تعرفين هذا … وأنتِ حضرت موتَ جوزيفين البائسة. لقد آلم قلبي موتها رغم أني كنت أعاني من أمور سيئة كثيرة".