الدوريين Dor ans إلى متحضرين، وستخصص بعض الوقت لدراسة عالم المحاربين والمحبين، والقراصنة والمغنين، الذي انتقل إلينا في أشعار هومر القوية الجارفة، وسنرقب نشأ اسبارطة وأثينة في عهد ليكورج lycurgus وصولون solon ونتتبع انتشار الاستعمار اليوناني في جميع جزائر بحر إيجه، وشواطئ آسية الغربية، والبحر الأسود، وأفريقية وإيطاليا وصقلية، وفرنسا وأسبانيا، وسنرى الدمقراطية تدافع عن حياتها في مراثون Marathon ثم تبعث في نشوة الظفر قوة على قوتها، فتنظم نفسا في عهد بركليز pericles وتزدهر وتثمر أغنى حضارة عرفها التاريخ وسنطيل النظر مسرورين مغتبطين إلى العقل البشرى وهو يتحرر من الخرافات والأوهام، فينشئ علوما جديدة، وينزل الطب على حكم العقل، وينزل بالتاريخ من خوارق الطبيعة ومن الأجرام السماوية إلى العالم الأرضى، ويبلغ الغاية التي لم يصل إليها عقل شعب آخر من قبل في الشعر، والتمثيل، والفلسفة، والخطابة والتاريخ، والفن، وسوف نسجل في هذا الكتاب ونحن آسفون محزونون، ما اختتم به العصر الذهبي في الحروب البلوبونيزية من خاتمة قضت فيها المدن اليونانية بعضها على بعض. وسنشاهد ذلك المجهود الجبار المنطوى على البسالة والشهامة والذي بذلته أثينة المضطربة المحتلة النظام لتستعيد قوتها بعد هزيمتها وسنراها عظيمة حتى في اضمحلالها تنجب أفلاطون وأرسطاطاليس وأبليز Apilles وبركستليز Praxiteles وفيليب ودمستين وديجين، والإسكندر؛ وسنرى في أعقاب قواد الإسكندر الحضارة اليونانية، أعظم وأقوى من أن تحتويها شبه الجزيرة، فتخترق حدودها الضيقة وتفيض من جديد على آسية، وأفريقية، وإيطاليا؛ وتعلم الشرق المستغرق في تصوفه وباطنيته جلال الجسم والعقل، وتعيد مجد مصر في إسكندرية البطالمة وتغني رودس بالتجارة والفن وتنهض بالهندسة على يد إقليدس في الإسكندرية وأخميديس في سرقوسة، وتضع على أيدي زينون وأبيقور أبقى الفلسفات في التاريخ؛