أو صندوق استقر على جبل بارنسس. وتناسلت من هِلِّن Hellen بن ديوكاليون جميع القبائل اليونانية، واشتق من اسمه هلين Hellenes اسم هذه القبائل مجتمعة. وكان هِلِّن جد أخيوس Acheus وأيون Ion اللذين تناسلت منهما القبائل الآخية والأيونية، واستقرتا بعد تجوال طويل أولاهما في البلوبونيز والثانية في أتكا. وأنشأ سكربس أحد أبناء أيون بمعونة الإلهة أثينة في موضع كان البلسجيون قد استقروا من قبل على رابية فيه المدينة التي سميت فيما بعد باسمها وهي مدينة أثينة (٨). وتقول القصة: إنه هو الذي نشر الحضارة في أتكا، وسن شريعة الزواج، وحرم التضحية بالأحياء، وعلم رعاياه عبادة الآلهة الأولمبية، وخاصة زيوس وأثينة.
وحكم أبناء سكربس وأحفاده أثينة وكانوا ملوكاً عليها. وكان رابع من حكمها من نسله إركثيوس Erechtheus الذي ألهته المدنية وأقامت له فيما بعد هيكلاً من أجمل هياكلها. وجمع حفيده ثسيوس حوالي ١٢٥٠ ق. م قرى أتكا الاثنتي عشرة في وحدة سياسية سُمّي سكانها فيما بعد أينما كانوا بالأثينيين. ولعل السبب في أن اسم أثينة اليوناني ينطق به بصيغة الجمع كما ينطق أيضاً باسم طيبة وميسيني هو أنها نشأت في بداية أمرها من اجتماع سكان عدة قرى متجاورة. وكان ثسيوس هو الذي وهب أثينة النظام والقوة، وقضى على عادة التضحية بأبنائها قرباناً لمتيوس، وأمن أهلها في ترحالهم بقتل قاطع الطريق بركرستيس Procrustes الذي كان يجب أن يمد سيقان أسراه أو يقطعها حتى تكون في طول سريره. وعبدت أثينة ثسيوس بعد وفاته واتخذته هو أيضاً إلهاً لها. وجاءت المدينة في عام ٤٧٦ ق. م أي في عصر التشكك أيام بركليز، جاءت بعظام ثسيوس من اسكيروس Scyros وأودعتها آثاراً مقدسة في هيكل ثسيوس.