للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأعمال كثيرة شاقة، وانضم إلى ركاب السفينة أرجوس، ونهب طروادة فيمن نهبوها، وأعان الآلهة على أن تنتصر على المردة الجبابرة، وفك قيود بروميثيوس Prometheus، وأعاد الحياة إلى ألسستيس Alcestis، وقتل أصدقاءه في أوقات مختلفة بطريق الصدفة. واتخذه الناس بعد موته بطلاً وإلهاً وعبدوه. وإذا كان قد أحب فتيات يخطئهن الحصر فقد ادعت كثير من القبائل أنها من نسله (١).

واستقر أبناؤه في تراكيس Trackis في تساليا، ولكن يوريسثيوس خشي أن يخلعوه عن عرشه انتقاماً منه لما عاناه أبوهم على يديه من نصب لا ضرورة له، فأمر ملك تراكيس أن يخرجهم من بلاد اليونان. ولجأ أبناء هرقل إلى أثينة، وسيَّر يوريسثيوس إليهم جيشاً ليقاتلهم، ولكنهم هزموا الجيش وقتلوه. ولما جاءهم أتريوس على رأس قوة أخرى، عرض هيلوس Hyllus أحد أبناء هرقل أن يبارز أحد رجال أتريوس مشترطاً أنه إذا غلب خصمه استولى الهرقليون على مملكة ميسيني، وإذا هزم خرج الهرقليون فلا يعودون قبل


=وحمله فوق ظهره إلى يورسثيوس؛ وقبض على خيل ديومديس Diomedes آكلة الآدميين وروضها؛ وقتل الأمزونيات عن آخرهن؛ وأنشأ عند مدخل البحر الأبيض المتوسط نتوءين بارزين متقابلين هما "عمود هرقول". وقبض على ثوري جريون Geryon، واخترق بلاد غالة وجبال الألب وإيطاليا، ثم عبر بهما البحر إلى يورسثيوس، ووجد تفاحتي هسيريدس، ثم أمسك بالأرض زمناً ما بدل أطلس؛ ثم نزل إلى هيديس (الحجيم)، وأنجى من العذاب فيها ثسيوس وأسكلفوس Ascalophus. وكانت هيرا قد عهدت إلى بنات أطلس بالتفاحات الذهبية التي أهدتها إليها جائياً Gaea (الأرض) حين تزوجت زيوس. وكان تنين جبار يحرس التفاحتين، اللتين تهبان من يأكلهما صفات شبيهة بصفات الإلهة.
(١) يظن ديودور أن هذا "البطل الثقافي" العجيب كان مهندساً بدائياً في عصر ما قبل التاريخ شبيها بإمبدقليز. ويفهم من الخرافات التي تروى عنه أنه طهر العيون المائية، وشق الطرق في الجبال، وحول مجاري الأنهار وأصلح الأراضي البور، وطهر الغابات من الوحوش المفترسة، وجعل أرض اليونان صالحة للسكنى. وقد تفسر قصة هرقل على أنه كان ابن الله المحبوب الذي يرضى بالعذاب حباً في الخلق، ويحيي الموتى وينزل إلى الجحيم ثم يصعد إلى السماء.