للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وزيادة أوتار القيثارة من أربعة إلى سبعة؛ ولكن القيثارة ذات السبعة الأوتار كانت، كما سبق القول، قديمة قدم ميتوس، وأكبر الظن أن الناس كانوا يتغنون بفضائل الخمر في شباب العالم الذي جر عليه النسيان ذيله. والذي لا شك فيه أن تربندر قد ذاع صيته في لسبوس وعرف فيها بأنه مؤلف المقطوعات الغنائية الموسيقية ومغنيها. ولما أن قتل رجلاً في مشاجرة، نفي من هذه المدينة ورأى من مصلحته أن يقبل دعوة جاءته من إسبارطة بالذهاب إليها. ويلوح أنه أقام فيها بقية أيام حياته يعلم الموسيقى ويدرب الفرق الغنائية. ويقال لنا إنه قضي نحبه في مجلس شراب: فبينما هو يغني- ولعله كان يغني النغمة التي أضافها في أعلى السلم الموسيقي- قذفه أحد السامعين بتينة، فدخلت في فمه، وفي قصبته الرئوية، فسدت مسالك التنفس، وقضت عليه وهو في نشوة الغناء (٢٥).

وواصل ترتيوس عمل تربندر في إسبارطة في أثناء الحرب الميسينية الثانية؛ وقد جاءها من أفدنا Aphidna- وقد تكون في لسيدمون، وقد تكون وهو الأرجح في أتكا. والذي لا شك فيه أن الأثينيين كانوا يروون فكاهة قديمة عن الإسبارطيين، وهي أنهم حين كانت الدائرة تدور عليهم في الحرب الثانية أنجاهم من الهزيمة الماحقة معلم أتِكِي أعرج أيقظت أغانيه الإسبارطيين الخاملين وبعثت في قلوبهم الشجاعة فانتصروا بذلك على أعدائهم (٢٦). وجلي أنه كان ينشد أغانيه في المجتمعات العامة بمصاحبة الناي، وهو يعمل لتبديل الموت الحربي بالمجد الذي يحسد عليه. وقد جاء في إحدى القطع الباقية من أغانيه: "ما أجمل أن يموت الرجل الشجاع في الصف الأول من المجاهدين في سبيل أوطانهم؛ ألا فليثبت كل إنسان في مكانه واقفاً على قدميه لا يتزحزح عن موقفه، وليعض على نواجذه … وليضم كل إنسان قدم زميله، ولتتلاحق الدروع، ولتختلط الرياش المتماوجة، والخوذ المتلاطمة، وليتقدم المقاتلون متلاصقون كالبنيان المرصوص، تتلاقى في معمعان القتال نصال السيوف وأسنة رماحهم" (٢٧). ويقول