هياكلها، ثم هُدم هذا الهيكل وأعيد بناءوه مراراً كثيرة خلال تاريخ اليونان. ودخيل عيد دمتر في أيام أثينة صولون وبيسستراتس وبركليز، وازداد فيها عظمة وفخامة، وكان طلاب الأسرار الصغرى التي تقام في فصل الربيع بالقرب من أثينة يتطهرون أولاً بأن يغمروا أنفسهم في ماء إليسس Illisus، فقد كان الطلاب وغيرهم من الناس تحجون سيراً على الأقدام في وقار وجزل مدى أربعة عشر ميلاً في الطريق المقدس إلى إلوسيس يحملون فوق رؤوسهم صورة الإله الأرضي ياكوس Iacchus حتى إذا ما وصل الموكب إلى إلوسيس في ضوء المشاعل ووضع صورة الإله في الهيكل وسط مراسم التعظيم والإجلال، قضوا ما بقي من اليوم في الرقص والغناء المقدسين.
تلك هي الأسرار الصغرى، أما الأسرار الكبرى فكانت تدوم أربعة أيام أخرى، وتبدأ بإدخال من تطهروا في الأسرار الصغرى بالاستحمام والصوم، أما الذين مارسوا هذه الطقوس في مثل ذلك الموعد من العام الماضي فكانوا يؤخذون إلى بهو الاندماج في الجماعة السرية، حيث يكون الاحتفال السري. وهناك يفطر المبتدئون الصائمون بأن يتناولوا عشاء ربانياً مقدساً إحياء لذكرى دمتر، ويشربوا مزيجاً مقدساً من دقيق الحنطة والماء، ويأكلوا كعكاً مقدساً. ولسنا نعلم أي طقوس خفية كانت تحدث في ذلك المكان، فذلك شر ظل خافياً خلال التاريخ القديم كله، وكان محرماً على أي إنسان أن يبوح به وإلا تعرض للقتل. ولقد نجا إسكلس التقى نفسه من حكم الإعدام بأعجوبة لأنه كتب بضعة أسطر ظُن أنها قد تكشف السر. وكل ما نستطيع أن نقوله أن الاحتفال كان عبارة عن مسرحية رمزية لها أثر في إحياء مسرحية ديونيسس، وأكبر الظن أن موضوعها كان اختطاف بلوتو لبرسفوني، وتجوال دمتر الحزينة وعودة الفتاة العذراء إلى الأرض، والكشف لأتكا عن أسرار الزراعة. وكانت خلاصة الاحتفال هي زواج خفي بين كاهن يمثل زيوس وكاهنة تمثل دمتر،