للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها جميع أنواع التعبيرات الأدبية السامية الرفيعة من شعر هومر الطنان الرنان إلى نثر أفلاطون الهادئ الواضح السلس (١).

وتعزو الرواية اليونانية المتواترة إدخال الكتابة في بلاد اليونان إلى الفينيقيين في خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وليس لدينا ما ينقض هذه الرواية، بل إن بين الكتابات اليونانية التي ترجع إلى القرنين الثامن والسابع وبين الحروف المنقوشة على حجر مؤاب في القرن التاسع تشابهاً كبيراً (٣). من ذلك أن النقوش اليونانية كتبت على الطريقة السامية من اليمين إلى اليسار؛ وفي القرن السادس كانت (كالنقش الذي وجد في جورتينا Gortyna) تنقش من اليمين إلى اليسار في أحد السطور ثم من اليسار إلى اليمين على الدوام، واستلزم هذا قلب وضع الحروف فصار حرفاً B، E يكتبان هكذا B، E. كذلك سميت الحروف بأسمائها السامية مع تعديلات طفيفة (٢)، ولكن اليونان أدخلوا على هذه الأسماء تغيرات أساسية، أهمها أنهم أضافوا إليها حروفاً للحركة لا نجدها عند الساميين، فاستخدموا بعض الحروف السامية الساكنة، وحروف التنفس لتمثيل الحركات التي تدل عليها u،o،i،e،a وأضاف الأيونيون فيما بعد حروف المد إيتا eta (e الممدوة)، أومجا o-mega (لتمثل o الممدوة أو o المزدوجة). وأخذت عشر أبجديات يونانية مختلفة ينازع بعضها بعضاً، فكان هذا النزاع


(١) لسنا نعرف كيف كان نطق الألفاظ اليونانية القديمة (٢). وقلما كان اليونان في عصرهم الزاهر يعنون بالنبرات التي تضايقنا كثيراً في هذه الأيام، ولكنها قد دخلت في النصوص القديمة على يد أرسفنيز البيزنطي في القرن الثالث قبل الميلاد. ولهذا يجب أن نغفل هذه النبرات حين نقرأ الشعر اليوناني.
(٢) قارن مثلاً الحرف اليوناني ألفا والفينيقي ألف (الثور)؛ وبيتا اليونانية وبت (خيمة) الفينيقية؛ وغما اليونانية وجمل (جمل) الفينيقية؛ ودلتا ودالت (باب)؛ إ- بسلون، وهي he (نافذة)، وزيتا وزين (حربة)، وهيتا وخث (سياج)، وأيوتا ويد (يد) وهكذا.