للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

صلات بينها وبين لغات الشرق الأدنى السامية (٧٢). ويبدو أن الكتابة التصويرية التي كان المصريون يستخدمونها قبل عصر الأسر الحاكمة قد انتقلت إلى مصر من بلاد السومريين (٧٣). والخاتم الأسطواني- وأصله بلا شك من بلاد الجزيرة- يظهر في أقدم العهود المعروفة من تاريخ مصر، ثم يختفي، وقد كان أسلوبا قديما دخيلا استبدل به أسلوب وطني أصيل (٧٤). وليست عجلة الفخراني معروفة في مصر قبل عهد الأسرة الرابعة- أي بعد أن ظهرت في سومر بزمن طويل، ولعلها جاءت إلى مصر من أرض النهرين مع العربات والعجلات (٧٥). ورؤوس الصولج المصرية لا تفترق في شيء عن البابلية (٧٦). ومن بين الآثار المصرية التي ترجع إلى عصر ما قبل الأسر والتي عثر عليها في جبل الأراك سكين من الظران الجميل الصنع عليه نقوش بارزة هي بعينها نقوش أرض الجزيرة من حيث موضوعها وطرازها (٧٧). ولعل صناعة النحاس قد نشأت في غرب آسية ثم انتقلت بعدئذ إلى مصر (٧٨). وتشبه الهندسة المعمارية الأولى هندسة أرض الجزيرة في استخدام النقوش الغائرة لتزيين الجدران المتخذة من الآجر (٧٩). وفخار عهد ما قبل الأسر المصرية وتماثيله الصغيرة وموضوعات زينتها تشبه مثيلاتها في أرض الجزيرة في كثير من الأحوال أو شديدة الصلة بلا ريب (٨٠). ومن بين الآثار المصرية الباقية من ذلك العهد تماثيل صغيرة لآلهة لا يخطئ الإنسان في أنها من أصل آسيوي. ولقد كان الفنانون في أور ينحتون التماثيل وينقشون النقوش التي يدل طرازها وما جرى عليه العرف في صنعها على قدم هذين الفنين في بلاد سومر، وذلك في الوقت الذي يلوح فيه أن الحضارة المصرية لم تعد عهد بدايتها (١).


(١) حاول مؤرخ كبير هو إليوت اسمث أن يعارض هذه الآراء بقوله إن مصر وإن لم يعرف فيها الشعير والذرة الرفيعة والقمح بأشكالها البرية الطبيعية، كانت هي البلاد التي نجت فيها أقدم الشواهد الدالة على زراعة هذه النباتات. وهو يعتقد أن الزراعة والحضارة بوجه عام قد انتقلتا إلى بلاد سومر من مصر نفسها. وكذلك لا يؤمن الأستاذ برستد، أعظم علماء العاديات المصرية الأمريكيين، بأسبقية الحضارة السومرية للحضارة المصرية؛ وهو يعتقد أن العجلات قديمة في مصر قدمها في بلاد السومريين إن لم تكن أقدم، ويرفض رأي شوينفرد وحجته في ذلك الرفض أن الحبوب قد وجدت في أشكالها البرية في مرتفعات بلاد الحبشة.