للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كرونيا. واستطاع أن يهزمها بشق الأنفس؛ ولكن أسطولي أثينة وفارس مجتمعين بقيادة كونون Conon دمرا الأسطول الإسبارطي قرب نيدس بعد شهر واحد من ذلك الوقت وقضيا بذلك على ما كان لإسبارطة من سيادة بحرية قصيرة الأجل. وابتهجت أثينة بهذا النصر المؤزر وأخذت تعمل بجد مستعينة بما أمدتها به فارس من المال لإعادة بناء أسوارها الطويلة. ودافعت إسبارطة عن نفسها بأن أرسلت رسولاً يدعى أنتلسداس Antalcidas إلى الملك العظيم يعرض عليه أن تسلمه المدن اليونانية في آسية ليحكمها الفرس إذا فرضت فارس على مدن اليونان الأصلية صلحاً يحمي إسبارطة من العدوان. ووافق الملك العظيم على هذا الشرط، وامتنع عن مساعدة أثينة وطيبة بالمال، وأرغم المتنازعين جميعاً على أن يوقعوا في سرديس (٣٨٧) "صلح أنتلسداس" أو "صلح الملك"، وأعطيت بمقتضى هذا الصلح لمنوس، وأميروس، وسيروس إلى أثينة، وضمن الاستقلال للدول اليونانية الكبرى؛ ولكنه أعلن أن جميع المدائن اليونانية في آسية، وجزيرة قبرص، قد أضحت ملكاً للملك العظيم. ووقعت أثينة على شروط الصلح بعد أن احتجت عليها لعلمها أن هذه كانت أكثر الحوادث إذلالاً لها في تاريخ اليونان كله. وهكذا ضاعت ثمار نصر مرثون كلها، وظلت أثينة ضائعة جيلاً كاملاً، وبقيت دول اليونان الأصلية حرة بالاسم، أما في واقع الأمر فقد ابتلعتها قوة الفرس. ونظرت بلاد اليونان بأجمعها إلى إسبارطة نظرتها إلى الخائن الغادر، وأخذت تنتظر على أحر من الجمر أن تقوم أمة من الأمم تهلكها وتدمرها.