للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يفتح البلوبونيز أمام الثورة. ورحب به الصعاليك في كل مكان ورأوا فيهِ منقذاً ومحرراً لهم، واستسلمت له عدة مدن وهي فرحة مستبشرة، فاستولى على أرجوس، وبليني، وفليوس Philius، وإبدورس، وهرميوني Hermione، وتريزين Troezeu؛ وحتى كورنثة الفتية استسلمت له هي الأخرى في آخر الأمر. وانتشرت عدوى خطته هذه في كل مكان: ففي بؤوشيا امتنع المدينون عن الوفاء بديونهم، واستولت الدولة على الأموال لاسترضاء الفقراء؛ وفي مجالوبوليس Megalopolis قام الفيلسوف سرسداس Cercidas يدعوا الأغنياء أن يمدوا يد المعونة للفقراء قبل أن تُطيح الثورة بجميع أموالهم (٣٦). ولما أن غزى كليمنيس آخية Achaea وهزم أراطوس، دب الرعب في قلوب الطبقات العليا جميعها خوفاً على أملاكها، واستغاث أراطوس بمقدونية ولبى نداءه أنتجونس دوسن Antigonus Doson، وهُزم كليمنيس في سلاسيا Sellasia (٢٢١) ، وأعاد النظام الألجركي في لسديمون. وفر كليمنيس إلى مصر، وحاول دون جدوى أن يستعين ببطليموس الثالث، كما حاول دون جدوى أن يدفع أهل الإسكندرية إلى الثورة، فلما أخفق في كلتا المحاولتين لم يجد بداً من الانتحار (٣٧).

وظلت حرب الطبقات مستعرة نارها، فخرج أهل إسبارطة على حكومتهم بعد جيل واحد من حكم كليمنيس، وأقاموا دكتاتورية ثورية، فما كان من فلوبيمين الذي خلف أراطوس في رياسة العصبة الآخية إلا أن غزا لكونيا، وأعاد إليها حكم الملاك. وما كاد فلوبيمين ينصرم أجله حتى ثار الشعب مرة أخرى، وأقام مكانه نابيس Nabis حاكماً بأمره (٢٠٧). وكان نابيس هذا سوري الموطن سامي الجنس، أخذ أسيراً في الحرب، وبيع عبداً في مجالوبوليس. ولم يطق صبراً على كفايته المقموعة فانتقم لنفسه بتنظيم ثورة بين الهيلوتين، ولما تم له الأمر منح حق المواطنية الإسبارطية لجميع الأحرار، وقال للهيلوتين كونوا