واتبعوا طقوسهم ليحافظوا بهذا على سلطانهم، وزادوا لهذا السبب عينه من سلطة الكهنة. ولما انغمس الملوك في الترف والملاذ بدأ الكهنة يستعيدون سلطانهم ويثبتون قواعد زعامتهم، واستعادوا عاماً بعد عام الأراضي والمزايا التي سلبها منهم البطالمة الأولون (٥٠). ويصف حجر رشيد الذي يرجع إلى عام ١٩٦ ق. م. الاحتفال بتتويج بطليموس الخامس وصفاً لا يكاد يختلف في شيء عن المراسم المصرية القديمة؛ وفي عهد بطليموس الخامس (٢٠٣ - ١٨١) وبطليموس السادس (١٨١ - ١٤٥) أنهكت المنازعات القائمة بين أفراد الأسرة المالكة قوة البيت المالك، واضمحلت الزراعة والصناعة غاية الاضمحلال، ولم يعد الأمن والسلام إلى ربوع البلاد حتى جاء قيصر فاستولى على مصر من غير عناء، ولم يكن استيلاؤه عليها حادثاً عادياً من حوادث حياته. وفي عام ٣٠ ق. م. جعلها قيصر ولاية رومانية.