مظالم الحياة ومآسيها. وكان اتصال اليهود في هذه الأثناء بأفكار الفرس عن الجنة والنار، وعن الكفاح بين الخير والشر، وانتصار الخير في آخر الأمر، كان هذا كله مما يسر لهم الفرار من فلسفة اليأس؛ ولعل أفكار الخلود التي انتقلت من مصر إلى الإسكندرية، والأفكار التي قامت عليها طقوس اليونان الخفية، لعل هذه وتلك قد تعاونت على أن تبعث في قلوب اليهود في العصرين اليوناني والروماني ذلك الأمل الذي أبقى على كيانهم خلال الحادثات التي مرت بالهيكل والدولة. ومن هؤلاء اليهود، ومن المصريين، والفرس، واليونان، سرت فكرة الثواب والعقاب الأبديين إلى دين جديد أقوى من دين اليهود، وأعانت هذا الدين على أن يضم تحت لوائه عالَماً كان سائراً في طريق الانحلال.