أو "يطلقهم من يده" emancipate them. على أن العادات، والرأي العام، ومجلس الشيوخ، وقانون البريتورين (المقدمين) كانت تقيد حقوق "رب الأسرة" إلى حد ما. أما فيما عدا هذه القيود فقد كان يحتفظ بهذه الحقوق إلى أن يموت، وكانت له ولو ذهب عقله أو أراد هو أن يتخلى عنها. وكان من آثارها أن قويت وحدة الأسرة فكانت هي الأساس الذي قامت عليه أخلاق الرومان وحكومتهم، وأن أدب الرومان تأديباً بعث في أخلاقهم صلابة وقوة خير ما توصف به أنها قوة رواقية. وكانت قوانينهم في حرفيتها أشد منها صرامة في تطبيقها، وقلما كانوا يطبقون أقسى هذه القوانين؛ وقلما أساءوا استخدام ما كان منها أقل قسوة؛ فلم يكونوا يقفون في سبيل حنان الآباء القوي الطبيعي على أبنائهم أو تعظيم الأبناء لآبائهم، حتى لقد كانت شواهد القبور في رومه تبلغ من الرقة ما بلغته في بلاد اليونان وما بلغته عندنا نحن (١) في هذه الأيام.
وإذ كانت حاجة الرجل إلى المرأة- وهي أشد من حاجتها إليه- تكسبها من الحقوق ما لا تستطيع القوانين أن تقف في وجهه، فليس لنا أن نحكم على مكانة المرأة في رومه من القيود التي يفرضها عليها القانون. فقد كان يحرم عليها أن تظهر في دار المحكمة ولو كانت شاهدة. وإذا مات زوجها لم يكن لها أن تطالب بأي حق لها في ماله؛ وكان له إذا شاء أن يحرمها من أن ترث شيئاً من هذا المال. وكانت في كل أدوار حياتها تحت رقابة رجل- أبيها أو أخيها، أو زوجها، أو ابنها أو وصي عليها- لا تستطيع أن تتزوج أو تتصرف في مالها بغير رضاه. لكنها كان من حقها أن ترث وإن حدد هذا الميراث بما لا يزيد على مائة ألف سسترس Sesterce أي نحو (١٥. ٠٠٠ ريال أمريكي). أما التملك فلم يكن مقيداً بحد أقصى. وكثيراً ما أصبحت النساء في تاريخ الجمهورية