الأحرار والعبيد من فروق، فكان في مقدور العبيد أن يجلسوا بجوار سادتهم، ويصدروا إليهم الأوامر، ويتهكموا عليهم، وكان السادة يقفون على الموائد لخدمة العبيد، ولا يأكلون حتى تمتلئ بطونهم بالطعام (٢٤).
وكانت هذه الأعياد زراعية النشأة ولكنها مع ذلك ظلت منتشرة بين أهل المدن، وبقيت رغم ما طرأ على العقائد من تقلبات حتى القرنين الرابع والخامس بعد الميلاد. وقد بلغت من الكثرة والاضطراب حداً جعل من أول واجبات التقويم الروماني إحصاءها وترتيبها لإرشاد الشعب. وكان من عادة الإيطاليين في عهدهم الأول أن يدعو الكاهن الأكبر المواطنين في أول يوم من كل شهر ويذكر لهم ما فيه من الأعياد التي يجب عليهم أن يحتفلوا بها في الثلاثين يوماً؛ وقد اشتق من هذه الدعوة (Calatis) اسم Calendae الذي سمي به اليوم الأول من كل شهر. وكان معنى التقويم عند الرومان- وهو معنى لا يزال يحتفظ به إلى حد ما عند الكالثوليك المسيحيين وعند اليهود المتدينين- ثبتاً كهنوتياً لأيام الأعياد وأعمال العمل، يتخلله قليل من المعلومات المقدسة القانونية، والتاريخية والفلكية. وتقول الروايات المأثورة إن نوما Numa ثاني ملوك رومه هو واضع التقويم الذي ظل يضبط التواريخ والحياة الرومانية إلى أيام يوليوس قيصر. وكانت السنة حسب هذا التقويم تنقسم إلى اثنى عشر شهراً قمرياً، تضاف إليها عدة أيام وأجزاء من أيام بنظام معقد يجعل متوسط مجموعها ٣٦٦ يوماً. ثم خوّل للأخبار في عام ١٩١ م أن يعالجوا الأخطاء المتزايدة بإعادة النظر في هذه الإضافات، ولكنهم استخدموا السلطة التي منحت لهم لإطالة حكم من يرضون عنه من الحكام، وتقصير حكم من لا يرضون عنه منهم، ومن أجل هذا فإنه لم يكد ينتهي عهد الجمهورية حتى كان التقويم، وقد تجمع فيه من الأخطاء ما يبلغ ثلاثة أشهر، مثالاً للفوضى ووسيلة إلى التلاعب والخداع.
أما ساعات النهار فكانت في الأيام الأولى لا تقدر بغير ارتفاع الشمس في