اقتراحاً بإلغاء حق المرشح لمنصب القنصل أن يفعل هذا وهو غائب عن رومه، (وكانت الجمعية قد منحت قيصر هذا الحق بناء على مشروع قانون عرضه عليها بمبي نفسه في عام ٥٥). وأخذ يشرف بنفسه على قوة الدولة العسكرية، وعلى أعمال المحاكم؛ ولم يؤخذ عليه في هذا الإشراف شيء من الهوى أو المحاباة. وحوكم مليو على جريمة قتل كلوديوس وأدين على الرغم من دفاع شيشرون عنه (١) ثم هرب إلى مرسيليا. وغادر شيشرون رومه ليحكم قليقية (٥١)، وحكمها بكفاية ونزاهة أدهشتا أصدقاءه وأغضبتهم عليه. ثم استسلمت عناصر الثروة والنظام كلها في عاصمة البلاد إلى دكتاتورية بمبي، أما الطبقات الفقيرة فظلت صابرة تتلهف على عودة قيصر.
(١) وقد أدخل كثير من التعديل على نص الخطبة الذي وصل إلينا، حتى بلغ الاختلاف بينه وبين النص الأصلي- وكانت عباراته قد اضطربت بسبب ما ساد من الهرج بفعل أعدائه حين إلقائها- مبلغاً حمل مليو حين قرأها على أن يصيح قائلاً: "أي شيشرون! لو أنك نطقت بما كتبت لما كنت الآن أطعم السمك الجيد في مرسيسية".