ولما أمر ثراسي Thrasea بأن يقتل نفسه (٦٥) نفي في الوقت نفسه موسونيوس روفس Musonius Rufus صديق ثراسي، وأخلص فلاسفة رومة الرواقيين في القرن الأول عقيدة، وأشدهم عملاً بفلسفتهِ. وكان روفس قد عرف الفلسفة بأنها هي البحث عن السلوك الطيب، وشرع في هذا البحث بجد ومثابرة. وقد شهر بالتسري رغم شريعته، وكان يطلب إلى الرجال أن يحافظوا في أخلاقهم الجنسية على المستوى الذي يطالبون به النساء. وكان الرجل التولستوي النزعة يقول إن العلاقات الجنسية لا تباح إلا في حالة الزواج وللمحافظة على النسل. وكان يعتقد بوجوب تكافؤ الفرص التعليمية للرجال والنساء عل السواء يرحب بوجود النساء في محاضراته، ولكنه يأمرهن أن يبحثن في الزينة والفلسفة عن الوسائل التي يكملن بها أنوثتهن (١٣). وكان الأرقاء أيضاً يشهدون محاضراته. وقد شرف أحد هؤلاء وهو Epictetus أستاذه بأن تفوق عليهِ. ولما أن شبت نار الحرب الأهلية في رومة بعد موت نيرون خرج موسونيوس للجيش المهاجم، وأخذ يخطب فيه ويشرح له فوائد السلم وفضائع والحرب. وسخر منه جنود أنطونيوس وعادوا إلى تحكيم السيف. ولما أن طرد فسبازيان الفلاسفة من رومة استثنى منهم روفس، ولكنه احتفظ بسراريه.