مماته. وإذ كان مركزه يتطلب منه كثيراً من الواجبات، كان يطلب إليه إذا أراد أن ينضم إلى طبقة الشيوخ أو يبقى فيها أن يكون لديه مليون سسترس.
وقد بلغت ثروة أحد الشيوخ وهو نيوس لنتولس Gnaeus Lentulus ٤٠٠. ٠٠٠. ٠٠٠ سسترس، ولكننا إذا استثنينا هذا الشيخ وحده كان أعظم الناس ثراء في رومة هم رجال الأعمال الذين لم يكونوا يستنكفون أن يشتغلوا بالشؤون المالية أو التجارية. وبينما كان الأباطرة ينقصون من سلطان مجلس الشيوخ كانوا يختصون رجال الأعمال بالمناصب الكبرى، ويحمون الصناعة والتجارة والأعمال المالية، واتخذوا معونة الفرسان سنداً للزعامة ضد دسائس الأشراف. وكانت عضوية هذه الطبقة الثانية، طبقة الفرسان، تتطلب من صاحبها أن يكون مالكاً لأربعمائة ألف سسترس، وأن يرشح الزعيم نفسه أعضاء هذه الطبقة؛ ومن أجل هذا كان كثيرون من ذوي الثراء من طبقة العامة.
وكانت هذه الطبقة وقتئذ تتألف من رجال الأعمال الذين لم يرشحوا إلى العضوية في طبقة أخرى، ومن العمال الأحرار المولد، والفلاحين الملاك، والمدرسين، والأطباء، والفنانين والعبيد المحررين. ولم يكن الإحصاء يحدد طبقة الصعاليك حسب أعمال أفرادها بل كان يحددها حسب مولدهم؛ وقد وصفتهم إحدى الرسائل القديمة بأنهم "السوقة الذين لا يقدمون للدولة إلا الأطفال"(٥٢) وكان الكثيرون منهم يهملون في الحوانيت، وفي المصانع، وفي تجارة المدن بأجر يبلغ متوسطه ديناراً (٥٠ slash ١٠٠ من الريال الأمريكي) في اليوم. وزاد هذا الأجر في القرون التالية، ولكن زيادته لم تكن أسرع من زيادة الأثمان (٥٣). وجدير بنا أل ننسى ان استغلال الأقوياء للضعفاء أمر طبيعي كالطعام والشراب، ولا يختلف عنهما إلا في السرعة؛ وانه لا يخلو منه عصر من العصور ولا مجتمع من المجتمعات أيا كان نوعه وأيا كان نظام الحكم الذي يخضع له؛ ولكن هذا