للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأغراض التي تستخدم فيها نضدنا، وكانوا يضعون في أماكن مختلفة من الحجرات خزانات ذات عيون لتوضع فيها الكتب الملفوفة. وكانت مواقد من البرونز تدفئ الحجرات، ومصابيح من البرونز تضيئوها. وكانت المرايا تصنع أيضاً من البرونز، وتصقل صقلاً جيداً، وتنقش عليها أو تحفر فيها أزهار أو صور خرافية. وكان بعضها محدباً أو مقعراً أفقياً أو رأسياً لكي يغير من الصور المعكوسة عليها فيجعلها رقيقة أو ضخمة تثير الضحك.

وكانت مصانع كمبانيا تستخدم منتجات المناجم الأسبانية الفنية فتصنع الكثير من الآنية الفضية لتباع في الأسواق، وبذلك انتشرت صحاف الطعام الفضية في بيوت الطبقتين الوسطى والعليا. وقد عثر أحد الحفارين في عام ١٨٩٥ في حوض لبيت ريفي في بسكوريل Boscoreale على مجموعة عجيبة من الآنية الفضية لعل مالكها قد وضعها فيه قبل أن ينجو بحياته من نيران بركان ويزوف حين ثار في عام ٧٩ م، ووجدت على أحد الأقداح نقوش لا يكاد يمسسها أذى لأوراق نباتية بسيطة، ووجد على قدحين صورة هيكلين عظيمين بارزين، وعلى إناء آخر صورة أغسطس بين الزهرة والمريخ وهما الإله والآلهة اللذان يتنازعان فيما بينهما السيطرة على الجنس البشري، ومنها قدح يدل على شدة الخبث والدهاء وعليه نقش يمثل زينون الفيلسوف الرواقي يشير في سخرية إلى أبيقور وهو يلتهم قطعة كبيرة من الفطائر، وإلى جانبه خنزير رافع ساقه الأمامية يسأله في أدب جم أن يعطيه قطعة منها.

ويدل على ما وجد من النقود والجواهر في عصر الإمبراطورية الأول على ما وصل إليه فن الحفر من رقي. ويدل على ما وجد منها من عصر أغسطس على نفس الذوق الجميل الذي تدل عليه الرسوم التي يشاهدها الإنسان على مذبح السلام كما يحتوي أحياناً على نفس هذه الرسوم. وكانت الأحجار الكريمة المستوردة من أفريقية وبلاد العرب والهند تقطع وتركب في الخواتم،