جدارة بهذا المنصب الخطير، حتى إذا وافاه الأجل لم تتعرض البلاد إلى أن يجلس على عرشها رجل يرفعه الحرس البريتوري وإلى ما في هذا من سخف، أو يرث هذا العرش وارث طبيعي ولكنه غير جدير به، أو أن تتعرض إلى حرب أهلية بين المتنافسين على العرش. وكان من المصادفات الطيبة أن تراجان، وهدريان، وأنطونينس بيوس لم يكن لهم أبناء، وأن كان في مقدور كل واحد منهم أن يعمد إلى مبدأ التبني من غير أن يحط من شأن أبناء له أو يكشف عن نقص في الحب الأبوي. ولقد كسبت رومة من هذا المبدأ، طوال المدة التي طبق فيها، طائفة من الأباطرة العظام خلف بعضهم بعضاً على العرش، وكانوا خير من شهده العالم من الحكام وأجلهم شأناً.