اليونانية على الأشكال الرومانية فيما ينشئه من مباني في عاصمة ملكه. ولم يكن الهيكل الجديد هو ومدخله المعمد وحدة منسجمة متناسقة، أما داخله- وهو دائرة قطرها ١٣٢ قدماً، خالية من الدعائم التي تعترض السائر فيها- فكان بفراغه يوحي للسائر فيه بإحساس من الحرية لا يجد له نظيراً إلا في الكنائس القوطية. وكان سمك جدرانه عشرين قدماً، وكانت مشيدة من الآجر ومغطاة في جزئها الأسفل الخارجي بالرخام، وفي أجزائها الأخرى بالمصيص، تبرز منها الفصوص من حين إلى حين. وكان سقف المدخل من صفائح البرنز، وقد بلغ من سمكها أنها حين أزالها البابا إربان الثامن وجدها تكفي لصب مائة مدفع وعشرة مدافع، وإقامة المظلة المرفوعة فوق المذبح العالي في كنيسة القديس بطرس (٢٩). وكانت أبوابه البرنزية الضخمة مغطاة في بادئ الأمر بصفائح الذهب. وأنشئت في الأجزاء السفلى من جدرانه الداخلية الخالية من النوافذ سبعة محاريب زينت بعمد عالية ترتكز عليها دعامات هي والعمد من الرخام، وكانت هذه المحاريب في أول الأمر كوات غير نافذة وضعت فيها تماثيل، أما الآن فهي محاريب صغيرة في كنيسة فخمة. وقد غطيت بعض الأجزاء العليا من الجدار بألواح من الحجارة الغالية تفصلها بعضها عن بعض عمد من الحجر السماقي. وكانت أعظم روائع الهندسة الرومانية هي القبة المصندقة التي ترتفع في الداخل فوق أعلى الجدران. وكانت طريقة إنشائها أن صب الأسمنت المسلح في أقسام مضلعة، ثم تركت حتى تتماسك فيتكون منها كلها كتلة قوية صلبة، كأنها حجر ضخم واحد، وكانت بهذه الطريقة في غنى من الدعامات الجانبية، ولكن المهندس الذي أقامها أراد أن يزداد ثقة بقوتها، فأنشأ لها أكتافاً في الجدران. وكانت مشكاة (يسمونها العين Oculus) ، يبلغ قطرها ٢٠ ميلاً، هي الفتحة الوحيدة التي تمد الضريح بحاجته من الضوء. ويبلغ طول قطر هذه القبة الفخمة الضخمة ٢٦ قدماً، وهي أكبر قباب العالم كله قديمة وحديثة، وقد أنشئت على غرارها سلسلة من القباب تختلف من الطراز البيزنطي إلى الطراز