وجلابي زاهية الألوان"، ويضيف استرابون إلى هذا قوله في سياق اللون والتأنيب "إن النساء يرقصن مع الرجال ويمسكنهم بالأيدي (١٩".
وقد أنشأ سكان جنوب أسبانيا الشرقي - في ترسوس وهي ترشيش Tarshish الفينيقية - حوالي عام ٢٠٠٠ ق. م صناعة البرنز، وكانوا يبيعون منتجاتها في جميع بلاد البحر الأبيض المتوسط. وأنشأت ترسوس أساس هذه الصناعة، في القرن السادس قبل الميلاد، أدباً وفناً قال أهلها إن عمرهما كان في ذلك الوقت يبلغ ستة آلاف عام. على أنه لم يبقَ من آثار هذا الفن سوى بضعة تماثيل فجة وتمثال نصفي متعدد الألوان منحوت من حجر الخرسان، وتمثال سيدة السكي Elcke المشابه للتماثيل اليونانية والنحوت على نمط كلتى قوى فياض. وشرع الفينيقيون حوالي عام ١٠٠٠ ق. م يبحثون عن ثروة أسبانيا المعدنية، ولم يحل عام ٨٠٠ حتى استولوا على قادس ومالقة Malaga وشادوا فيهما هيكلين عظيمين. ثم استقر المستعمرون اليونان حوالي عام ٥٠٠ ق. م على الساحل الجنوبي الشرقي؛ وفي ذلك الوقت عينه أو حواليه استعان الفينيقيون ببني عمومتهم القرطاجنيين لإخماد ثورة في البلاد ففتحوا ترتسوس وجميع أسبانيا الجنوبية والشرقية. وكان من أثر استغلال القرطاجنين لشبه الجزيرة استغلالاً سريعاً بين الحرب البونية الأولى والثانية أن فتح الرومان أعينهم على ما في البلاد التي يسمونها "أيبيريا" من موارد ثروة غنية، فكان تحرّك سبيو إلى أسبانيا هو الذي قضى آخر الأمر على انقضاض هنيبال على إيطاليا. ودافعت القبائل الأسبانيّة المفككة عن استقلالها دفاع الأبطال، فكان النساء يفضلن قتل أبنائهن على وقوعهم أسرى في أيدي الرومان، وكان الأسرى من الرجال ينشدون أغانيهم الحربية وهم يموتون مصلوبين (٢٠). وتطلّب فتح أسبانيا مائتي عام، ولكنها بعد أن تم فتحها كانت دعامة للدولة أقوى من معظم الولايات. وأحل ولدا جراكس، وقيصر، وأغسطس سياسة المجاملة والاحترام محل سياسة القسوة التي كانت تجري عليها الجمهورية