الحديثة) مدائن كارتيا Carteia (الجسر) ومندا (Munda) ومالقة، وإيطاليكا (مسقط رأس طراجان وهدريان)، وقرطبة، وهسبالس (أشبيلية)، وقادس. ونشأت قرطبة في عام ١٥٢ ق. م، وكانت مركزاً أدبياً عظيماً واشتهرت بما فيها من مدارس لتعليم فنون البلاغة، وفيها ولدَ لوكان، وسنكا الأكبر والأصغر، وجليو Gallio محرر القدّيس بولص. وقد احتفظت هذه المدينة بتقاليدها العلمية حتى العصور الوسطى، وبفضلها كانت قرطبة أعظم مُدن أوربا علماً. وكانت قادس أكثر مدائن أسبانيا سكاناً، وكانت غنية عنى فاحشاً. ذلك أنها لوقوعها عند مصب نهر الوادي الكبير كانت تسيطر على تجارة المحيط الأطلنطي مع غرب أفريقية، وإسبانيا، وغالا، وبريطانيا؛ وقد أضافت فتياتها الراقصات الرشيقات قدراً لا بأس به إلى شهرتها.
وكانت بلاد البرتغال تعرف عند الرومان بإسم لوزتانيا Lusitania، كما كانت لشبونة تعرف عندهم بإسم أولزيبو Olisipo. وقد أقام مهندسو تراجان جسراً على نهر التاجة عند نوربا قيصرينة Norba Caesarcna (التي أطلق عليها العرب اسمها الحديث القنطرة) هو أكمل جسر روماني بقي على حالته حتى اليوم. ولا تزال عقوده الفخمة التي يبلغ اتساعها مائة قدم والتي تعلو مائة وثمانين قدما فوق قاع النهر، وتحمل طريقا من أربعة دروب كثيرة الحركة. وكانت عاصمة لوزتانيا هي مدينة أمرينا (مريده Merida) وكانت تزهو بما فيها من تماثيل كثيرة، وبثلاث قنوات لجر مياه الشرب، وبحلبة للألعاب، ودار للتمثيل، وبحيرة لتمثيل المعارك البحرية، وقنطرة طولها ٢٥٠٠ قدم. وكان إلى شرقيها في ولاية تراكننسس Tarraconensis مدينة سجوفيا Segovia التي لا تزال تستمتع بالمياه النقية تحملها إليها قناة أنشئت في عهد تراجان. وكان إلى جنوبها مدينة طليطم (طليطلة Toledo الحديثة) التي اشتهرت في عهد الرومان بما فيها من مصانع الحديد، وقامت على الساحل الشرقي مدينة نوفا كرثاجو Nova Carthago