للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يدين بدين بلاده والعصر الذي يعيش فيه، دون أن ينتقد علناً ما فيه من سخافات، لأن هذه السخافات لا أهمية لها، أما الشيء المهم حقاً فهو أن يكون للدولة دين يوحدها، ويعين على الخلق الكريم، ويثبت قواعد الولاء لها.

ونسي سلسس ما صبه على المسيحيين من إهانات، فدعاهم إلى أن يعودوا إلى الآلهة القديمة، وأن يعبدوا عبقرية الإمبراطور الحارسة، وأن يَنضَمّوا إلى سائر مواطنيهم في الدفاع عن الإمبراطوريّة التي يتهددها الخطر. غير أن أحداً لم يلقِ بالاً إلى هذه الدعوة؛ ولسنا نجد له ذكراً في الآداب الوثنية، وكان قسطنطين أكثر منه حكمة فأدرك أن الدين الميت لا يستطيع أن ينجي رومة.