و"الأعمال". ويختلف المسيحيون أشد الاختلاف من حيث قبولهم هذه الكتابات على أنها تعبير صادق عن العقيدة المسيحية أو رفضها. فقد قبلت الكنائس الغربية مثلاً سفر الرؤيا، أما الكنيسة الشرقية فهي بوجه عام ترفضه. وهذه الكنائس الشرقية تعترف بالأناجيل، كما يقول به العبرانيون، وبرسائل يعقوب، أم الكنيسة الغربية فترفضهما. ويذكر كلمنت الإسكندري ضمن الكتب المقدسة رسالة كتبت في أواخر القرن الأول الميلادي اسمها تعاليم الرسل الاثني عشر.
ولما نشر مرسيون "عهداً جديداً" اضطرت الكنيسة إلى العمل لتحديد ما تعترف به وما لا تعترف به من الأناجيل. ولسنا نعرف متّى حددت أسفار العهد الجديد التي نعرفها الآن واعترف بها- أي اعترف بصحة نسبتها لأصحابها وبأنها موحى إليهم بها؛ وكل ما نستطيع أن نقوله واثقين أن هتامة لاتينية كشفها مراتوري Muratori في عام ١٧٤٠ وسميت باسمه، ويرجع الباحثون تاريخها إلى عام ١٨٠ تقريباً نفترض أن التحديد تم قبل ذلك الوقت.
وتكرر اجتماع المجالس والمجامع الكنسية تكراراً متزايداً في القرن الثاني؛ واقتصرت في القرن الثالث على الأساقفة؛ وقبل أن يُختتَم ذلك القرن اعترف بأن هذه المجالس هي الفصيل الأخير في العقيدة المسيحية "الكاثوليكية" أي العامة. وتغلب الدين القويم على البدع الدينية لأنه أشبع حاجة الناس إلى عقيدة محددة تخفف من حدة النزاع وتهدئ الشكوك، لأنه كان مؤيداً بسلطان الكنيسة.
وكانت مشكلة التنظيم تنحصر في تحديد مركزها هذا السلطان. فقد يبدو أن المجامع الدينية المتفرقة، بعد أن ضعف سلطان الكنيسة الأصلية في أورشليم، أخذت تمارس السلطات مستقلة عن هذه الكنيسة وعن بعضها، بعضاً، إلا إذا أنشأتها جماعات أخرى أو كانت تحت حماية هذه الجماعات. لكن