للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

دون أن يقف عندها طويلاً، ولن يخل هذا بسياق القصة أو يشوه الصورة. وهذا المجلد هو القسم الرابع من قصة الحضارة التي ستكون بعد تمامها مؤلفة من ستة أقسام (١): القسم الأول هو "تراث الشرق" (١٩٣٥)، وقد أحطنا فيه بتاريخ مصر والشرق الأدنى من أقدم العهود إلى أن فتحهما الإسكندر حوالي ٣٣٠ ق. م، وبتاريخ الهند والصين واليابان إلى الوقت الحاضر؛ والقسم الثاني "حياة اليونان" (١٩٣٩)، يروي تاريخ اليونان والشرق الأدنى ويصف حضارتهما إلى أن فتح الرومان بلاد اليونان في عام ١٤٦ ق. م؛ والقسم الثالث "قيصر والمسيح" (١٩٤٤) يروي تاريخي روما والمسيحية من بدايتهما، وتاريخ الشرق الأدنى من عام ١٤٦ ق. م، إلى مجمع نيقية الذي عقد في عام ٣٢٥ م. ويواصل هذا الكتاب دراسة حياة الرجل الأبيض حتى موت دانتي في عام ١٣٢١. ويشمل القسم الخامس "النهضة والإصلاح" تاريخ الفترة الواقعة بين ١٣٢١، ١٦٤٨ ونعتزم إصداره في عام ١٩٥٥؛ وأما الجزء السادس "عصر العقل" الذي يصل بالقصة إلى الوقت الحاضر، فيصدر بمشيئة الله في عام ١٩٦٠ وفي هذا الوقت يكون المؤلف قد قرب من الشيخوخة قرباً يضطره إلى أن يتخلى عن ميزة تطبيق الطريقة الجامعة التي سار عليها في الأقسام الستة على الأمريكتين.

والخطة التي اتبعناها في هذه الأقسام الستة هي أن يكون كل منها وحدة مستقلة بذاتها، ولكن القراء الذين درسوا "القيصر والمسيح" سيجدون أن من السهل عليهم أكثر من غيرهم أن يمسكوا بخيوط القصة التي نرويها في هذا الكتاب. وسيضطرنا تاريخ الحوادث وتسلسلها إلى أن نبدأه بأقل ما يعني به الناس عادةً من نواحي حضارة العصور الوسطى الرباعية وهو الحضارتان البيزنطية


(١) وقد عاد المؤلف فجعلها سبعة إذ خص الإصلاح بمجلد كامل وقد صدر المجلد الخامس في عصر النهضة وحدة وشرعنا فعلاً في ترجمته. (المترجم)