للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شرح وتأويل. وكثيراً ما كان لها تفسير رسمي وديني يصاغ في عبارات سحرية أو خارجة عن السنن الطبيعية. وكان في كل حركة من حركات النهرين، وكل منظر من مناظر الهجوم، وكل حلم، وكل عمل غير مألوف يأتيه إنسان أو حيوان، شاهد يكشف عن المستقبل البابلي الخبير العارف ببواطن الأمور. فمصير الملك يمكن التنبؤ به بملاحظة حركات كلب (١٠٠)، كما نتنبأ نحن بطول الشتاء بالتجسس على المرموط (١). وقد تبدو خرافات البابليين سخيفة في نظرنا، لأنها تختلف في ظاهرها عن خرافاتنا نحن؛ والحق أنه لا توجد سخافة في الماضي إلا وهي منتشرة في مكان ما في الوقت الحاضر. وما من شك في أن تحت كل حضارة بحراً من السحر والتخريف والشعوذة، ولعل هذه كلها ستظل باقية بعد أن يزول من العالم نتاج عقولنا وتفكيرنا.


(١) المرموط حيوان من ذوات الأربع في جرم الأرنب تقريباً ويشبهه في هيئته إلا أن ذنبه أقصر من ذنب الأرنب. (المترجم)