"تدمير بريطانيا On The Destruction Of Britain" (٥٤٦؟) خلط فيه التاريخ بالمواعظ، يحدثنا، عن "حصار منز بادنكس Mons Badonicus" في تلك الحروب، كما يحدث مؤرخ بريطاني بعده يدعى ننيوس Nennius (حوالي ٧٩٦) عن اثنتي عشرة معركة حارب فيها الملك آرثر كانت آخرها عند جبل بادون Mt. Badon بالقرب من باث Bath (٨) . ويرد جفري المنموثي Geoffrey Of Onmouth (١١٠٠؟ -١١٥٤) تفاصيل روائية يصف فيها: كيف خلف الملك آرثر والده أثر بندراجون Uther Pendragon على عرش بريطانيا، وكيف قاوم الغزاة السكسون وفتح أيرلندة، وأيسلندة، والنرويج، وغالة، وحاصر باريس في عام ٥٠٥ وطرد الرومان من بريطانيا، وقمع فتنة أوقد نارها مدرد Modred ابن أخيه كلفته كثيراً من الخسائر في الأنفس، وقتله في واقعة ونشستر Winchester التي جرح فيها هو جرحاً بليغاً مميتاً، مات من أثره في السنة الثانية والأربعين بعد الخمسمائة من تجسد إلهنا" (٩). ويحدثنا كاتب آخر يدعى وليم من أهل ملمزبري Malmesbury، (١٠٩٠؟ -١١٤٣) فيقول:
ولما مات فرتمر Vortimer (أخو فرتجيرن Vortigern) ، اضمحلت قوة البريطانيين، ولولا ما قام أمبروزيوس Ambrosius، الذي بقى وحده من الرومان … من صد تيار البرابرة المتغطرسين بفضل ما قدمه له الملك آرثر صاحب البأس الشديد من معونة صادقة لولا هذا لهلك البريطانيون على بكرة أبيهم. وقضى آرثر زمناً طويلاً يدعم كيان الدولة المنهارة، ويثير روح مواطنيه المحطمة ويحرضهم على القتال. ثم نازل بمفرده في آخر الأمر ٩٠٠ من الأعداء معتمداً على صورة للعذراء ثبتها في درعه، وبدد شملهم بعد أن قتل منهم مقتلة عظيمة لا يصدقها العقل (١٠).