للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كانوا يفعلونها بوصفهم خدام الآلهة الذين يتطلبون أن يجنوا هم أولى الثمار. وقد وُجِّه إلى الملك كنكوبار Conchobar أعظم الثناء لحرصه الشديد على أداء هذا الواجب (١٦). وكانت كل قبيلة تحتفظ بسجل لأفرادها، ونسبهم، ولملوكها ووقائعها الحربية، وتاريخها القديم "منذ بداية العالم" (١٧).

وفرض الكلت سلطانهم على البلاد بوصفهم الطبقة الحاكمة، ووزعوا قبائلهم في خمس ممالك؛ ألصتر Ulster، ولينستر Leinster الشمالية، ومونستر Munster، وكنوث Connaught. وكان كل ملك من هؤلاء الملوك تام السيادة في مملكته، ولكن القبائل كلها رضيت أن تكون تارا Tara من أعمال ميث Meath عاصمتها القومية، فيها يتوج كل ملك من الملوك، وفيها يجمع في بداية حكمة الفيس Feis أو مؤتمر أعيان أيرلندة كلها لإقرار التشريعات التي تخضع لها الممالك بأجمعها، ولتصحيح أنساب القبائل وتدوينها، ثم تسجيلها في المحفوظات الأهلية. وشاد الملك كرماك ماك إيرت Cormac Mac Airt في القرن الثالث بهواً كبيراً لا يزال أساسه باقياً حتى الآن لتعقد فيه جلسات هذا المؤتمر. وكان مجلس إقليمي يدعى الأوناك Aonach يجتمع مرة كل سنة أو كل ثلاث سنين في عاصمة كل مملكة، ليسن قوانينها، ويقر الضرائب التي يجب على أهلها أداؤها، ويقوم بوظيفة محكمة الإقليم. وكانت الألعاب والمباريات تسير على النمط التقليدي الآتي: الموسيقى، والغناء، وألعاب الشعوذة؛ والتمثيل الهزلي، والقصص، وإنشاد الشعر وكانت تعقد في أثنائها الزيجات فتزيدها بهجة، وكان عدد كبير من السكان يشتركون في هذه الحفلات. ويبدو لمن يرجع بفكره من خلال القرون الطوال، التي تخلع على القديم رواء وسحراً، إلى هذا التوفيق بين الحكومة المركزية والحرية الإقليمية أنه هو المثل الأعلى للنظم الحكومة. وظل المؤتمر (الفيس Feis) قائماً حتى عام ٥٦٠، أما المجلس المحلي (الأوناك Aonach) فقد بقي حتى عام ١١٦٨.