للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والروح القديمة وبعبارات تشير إلى الآلهة الوثنية. وها هي ذي أغنية منقولة عن أجاثياس Agasthias (حوالي ٥٥٠) لعلها قد أعانت بن جنسن Ben Jonson على كتابة إحدى روائع مسرحياته:

"لا أحب الخمر، ولكن إن شئت أن تبلى بالفرح أحزان رجل حزين فارتشفي منها الرشفة الأولى، ثم قدمي لي الكأس أتناولها من يدك. فإذا مستها شفتاك فلن أبقى بعدئذ صابراً جاسياً أتجنب الكأس الحلوة، لأنها تحمل إلى قبلتك وتحدثني عما نالته من الابتهاج بك".

وأهم ما كتب من أدب ذلك العصر هو ما كتبه المؤرخون. فقد كتب أونتبيوس السرديسي Eunapius of Sardis تاريخاً عاما لذلك العصر من عام ٢٧٠ إلى ٤٠٠ جعل بطله جستنيان، وترجم لثلاث وعشرين من السوفسطائيين ورجال الأفلاطونية الحديثة ترجمة لا تخرج عما كان يدور على الألسنة من سيرهم. وقد ضاع هذا الكتاب ولم يبق له أثر. وكتب سقراط، وهو مسيحي من أهل القسطنطينية ومن أتباع الدين الرسمي فيها، تاريخ الكنيسة من عام ٣٠٩ إلى ٤٣٩ وهو كتاب دقيق نزره إلى حد كبير منا يدلنا على ذلك ما كتبه عن هيباشيا. ولكن المؤلف يحشو قصته بالخرافات والأقاصيص والمعجزات ويتحدث كثيراً عن نفسه كأنه يصعب عليه أن يفرق بين نفسه وبين العالم الذي يكتب عنه. ويختم كتابه بحجة طريفة يدعو بها إلى قيام السلام بين الشيع المختلفة، فيقول إنه إذا ساد السلام فلم يجد المؤرخون حسب ظنه شيئاً يكتبون عنه، فتنقرض لهذا السنن تلك الطائفة من الآسي (٣٢). ومن الكتب الأخرى التي ألفت في ذلك العصر كتاب التاريخ الكنسي Ecclesiastical History لسوزومن Sozemen ومعظمه منقول من سقراط. وكان سوزمن هذا رجلا فلسطينياً اعتنق الدين المسيحي، وكان كمن نقل عنه محامياً في العاصمة. ويبدو أن دراسة القانون لم تحل