ويبررون أعمال الرجل الآثم الذي يقترف أشنع الأخطاء،
ويردون الرجل العادل الذي يسعى لما يريده الله.
وهم يسلطون القوي ليغتال طعام الضعيف؛
ويقوون القوي؛
ويهلكون الرجل الضعيف، ويطرده الرجل الغني.
وينصح جبارو مع هذا أن يفعل ما تريده الآلهة. ولكن جبارو يقطع صلاته بها وبالكهنة الذين ينصرون على الدوام أكبر الناس ثراء:
إنهم لم ينقطعوا عن عرض الأكاذيب والأضاليل.
يقولون باللفظ الشريف ما كان في صالح الرجل الغني.
هل نقصت ثروته إنهم يبادرون إلى معونته.
وهم يسيئون معاملة الضعيف كأنه لص،
وهم يهلكونهم في خلجة عين،
ويطفئونه كما يطفئون اللهب.
وليس لنا مع ذلك أن نبالغ في شأن ما نجده عند البابليين من مزاج سوداوي، وما من شك في أن الناس كانوا يصغون في رضا ومحبة إلى ما يقوله كهانهم، ويزدحمون في الهياكل يطلبون رضاء الآلهة. لكن الذي يدهشنا بحق هو طول إيمانهم بدينهم الذي لا يعرض عليهم إلا القليل من أسباب المواساة والسلوى؛ وهل ثمة شيء من هذين في قول الكهنة أن لا شيء يمكن أن يعرف إلا بالوحي الإلهي؛ وأن هذا الوحي لا يصل إلى الناس إلا عن طريقهم هم؟ ويحدثنا الفصل الأخير من هذا الوحي عن هبوط الروح الميتة صالحة كانت أو طالحة إلى أرالو أي الجحيم لتبقى فيها أبد الدهر في ظلام وعذاب مقيم. فلا عجب والحالة هذه إذا انصرف البابليون للقصف والمرح في الوقت الذي جن فيه نبوخد نصر بعد أن ملك كل شيء ولم يدرك أي شيء، وأمسى يرهب كل شيء.