جد نادرة، منها قطعة المرمر المنقوشة التي تمثل الأرواح تتعبد أمام نخلة هندية (٥٨). وفي اللوحة الجيرية التي تمثل شمسى أداد السابع والتي عثر عليها في كلخ (٥٩). أما النقوش التي تثير إعجابنا بحق فهي نقوش الحيوانات، وما من شك في أن الفن قديمه وحديثه لم ينجح في نحت الحيوانات نجاح الفن الآشوري. إن الألواح تكرر أمام الأعين مناظر مملة تمثل الحرب والصيد، ولكن العين لا تمل قط من النظر إلى حركات الحيوانات القوية ونفورها الطبيعي، وتصويرها البسيط الذي لا تكلف فيه، كأنما الفنان الذي حرم عليه أن يصور سادته في حقيقتهم وفرديتهم قد وهب كل علمه وحذقه لتصوير الحيوانات. وهو يصور منها أنواعا جمة لا عديد لها- يصور آسادا، وخيلا، وحميرا، ومعزا، وكلابا، ودببة، وظباء، وطيورا، وجنادب، ويصورها في كل وضع من أوضاعها ما عدا سكونها. وما أكثر ما يمثلها وهي تعاني سكرات الموت، ولكنه حتى في هذه الحال يجعلها مركز الحياة في صورته وفنه.
وهل هناك ما هو أروع من خيل سرجون الثاني في نقوش خراساباد (٦٠)، أو اللبؤة الجريحة التي عثر عليها المنقبون في قصر سنحريب (٦١) في نينوى، أو اللبؤة المحتضرة المنقوشة على حجر المرمر والتي استخرجت من قصر أشور بانيبال (٦٢)، أو مناظر صيد أشورناصربال الثاني وأشور بانيبال للآساد (٦٣)، أو منظر اللبؤة المستريحة (٦٤)، أو الأسد الذي أطلق من الشرك (٦٥)، أو القطعة التي نقش عليها أسد ولبؤة يستظلان تحت الأشجار (٦٦). كل هذه من أجمل روائع هذا الفن في العالم كله. ولسنا ننكر أن تمثيل الأشياء الطبيعية عن طريق الحفر كان عند الآشوريين فنا فجا خشنا يجري على سنن جامدة محددة، وأن أشكاله ثقيلة غير ظريفة، وأن خطوطه قاسية عسرة، وأن العضلات مبالغ فيها كثيرا، وأن كل ما روعي فيها من قواعد المنظور لا يعدو وضع الشيء البعيد في النصف الأعلى من الصورة بنفس الأبعاد التي رسم بها ما هو أقرب منه إلى الراسم، وما وضع من