مراحل هذا الحادث، وفي أواخر العصور الوسطى كان مهرج ممتهن يستأجر ليتم للحاضرين سرورهم. وكانت نكات هذا المهرج في بعض الأحيان صادق إلى حد القسوة، ولكنه يكاد على الدوام أن يعمل بقول هلل الظريف:"إن كل زوجة جميلة"(٨٦).
وبهذه الطريقة كان الجيل المنقضي يحتفل بانقضائه وحاول جيل آخر مكانه، ويبتهج. ولد أبناء أبنائه، ويستكن إلى الشيخوخة المتعبة الرحيمة. ونحن نشاهد وجوه أولئك اليهود الشيوخ في صور رمبرانت Rembrandt. نشاهد ملامحهم الناطقة بتاريخ الشعب والفرد، ولحاهم تنفث الحكمة، وعيونهم قد انطبعت فيها الذكريات الحزينة، ولكنها قد رتقها الحب الحنون. وليس في صفات السلمين والمسيحيين الخلقية ما يفوق الحب المتبادل بين الشباب والشيب عند اليهود، الحب الذي يتغاضى عن جميع الزلات، وهداية العقول المجربة للعقول غير الناضجة، والكرامة التي تحمل من عاشوا حياتهم كاملة على أن يرتضوا الموت ويروه النهاية الطبيعية للحياة.
واليهودي إذا مات لا يترك لأبنائه متاع الدنيا فحسب، بل يترك لهم فوق ذلك نصائحه الروحية:"كن أول من يذهب إلى الكنيس"، وها هي ذي وصية ألعزر (١٣٣٧) من أهل مينز تقول: "لا تتكلم في أثناء الصلاة وردد الاستجابات، واعمل الخير بعد الصلاة".
وها هي ذي آخر وصايا اليهودي:
غسَّلوني، ومشّطوا شعري ودرموا أظافري، كما كنت أفعل في حياتي، كي أسير طاهراً إلى مقري الأبدي كما كنت أسير إلى الكنيس كل سبت وضعوني في الثرى على يد أبي اليمنى، فإذا ضاق المكان قليلاً فإني واثق من أنه يحبني حباً يجعله يفسح لي مكاناً بجانبه (٨٧).
فإذا ما لقط الشخص نفسه الأخير أقفل الابن الأكبر للميت أو أكبر أبنائه