الثاني (٨٢٠ - ٨٢٩) الأمي "المتلجلج" الذي عشق راهبة وحمل مجلس الشيوخ على أن يتوسل إليه أن يتزوجها (٧)، وثيوفيلس (٨٢٩ - ٨٤٢) المشترع المصلح، والملك البناء، والإداري الحي الضمير الذي أحيا سنه اضطهاد محطمي التماثيل وقضى عليه الزحار، وأرملته ثيودورا التي حكمت البلاد نيابة عنه حكماً قديراً (٨٤٢ - ٨٥٦) وأنهت عهد الاضطهاد، وميخائيل الثالث "السكّير"(٨٤٢ - ٨٦٧) الذي أسلم الإمبراطورية بعجزه اللطيف إلى أمه أولاً ثم إلى قيصر بارداس Caesar Bardas عمه المثقف القدير بعد وفاتها. ثم تظهر على المسرح على حين غفلة شخصية فذة لم تكن منتظرة تخرج على كل سابقة عدا سابقة العنف، وتؤسس الأسرة المقدونية القوية.
فقد ولد باسل المقدوني (٨٦٢؟) بالقرب من هدريانوبل Hadriaople من أسرة أرمنية من الزراع. وأسره البلغار وهو صغير وقضى شبابه بينهم وراء الدانوب في البلاد التي كانت وقتئذ معروفة باسم مقدونية، ثم فر منهم وهو في الخامسة والعشرين من عمره، واتخذ سبيله إلى القسطنطينية واستأجره أحد رجال السياسة ليكون سائساً لخيوله لأنه أعجب بقوة جسمه وضخامة رأسه. وصحب سيده في بعثة إلى بلاد اليونان، وهناك استلفت نظر الأرملة دنيليس Danielis وحصل على بعض ثروتها. ولما رجع إلى العاصمة روض جواداً جموحاً يملكه ميخائيل الثالث، فأدخله الإمبراطور في خدمته. وظل يرتقي فيها حتى صار رئيس التشريفات وإن لم يكن يعرف القراءة والكتابة. وكان باسيل على الدوام قديراً فما يوكل إليه من الأعمال، سريع الاستجابة لها؛ فلما أن طلب ميخائيل زوجاً لعشيقته، طلق باسيل زوجه القروية، وأرسلها إلى تراقية مع بائنة طيبة، وتزوج يودوسيا Eudocia التي ظلت في خدمة الإمبراطور. وهكذا حبا ميخائيل باسيل بعشيقته، ولكن المقدوني ظن أنه يستحق العرش جزاء له على فعلته، فأقنع ميخائيل بأن بارداس يأتمر به ليخلعه، ثم قتل بارداس بيديه الضخمتين (٨٦٦)، وكان