كتاب قصة الحضارة

العالم البيزنطي - البلقان - ج: 14 - ص: 194

Moesia واسترقوا من فيها من الصقالبة، وأخذوا عنه لغتهم وأنظمتهم، وامتصهم آخر الأمر العنصر الصقلبي، وبلغت الدولة الجديدة أوجهها في عهد الخاقان أو الخان (الرئيس) كروم Krum (٨٠٢) ، وهو رجل جمع إلى شجاعة الهمج دهاء المتحضرين. وغزا الخاقان مقدونية-إحدى ولايات الدولة الرومانية الشرقية-ونهب ١١٠٠ رطل من الذهب، وأحرق مدينة سرديقا Sardica المسماة الآن صوفيا عاصمة بلغاريا الحالية. وكان له الإمبراطور نقفور الصاع صاعين وأحرق بلسكا Pliska عاصمة كروم (٨١١)؛ ولكن كروم أوقع الجيش اليوناني في كمين نصبه له في أحد ممرات الجبال، وقتل نقفور، واتخذ من جمجمة الإمبراطور قدحاً لشرابه ثم حاصر القسطنطينية في عام ٨١٣، وأحرق أرباضها، وضرب تراقية، وفعل بها ما فعلته الجيوش التي غزتها في عام ١٩١٣. وبينما هو يعد العدة لهجوم آخر إذ انفجر أحد أوعيته الدموية وقضى على حياته. وعقد ابنه أمورتاج Omurtag الصلح مع اليونان وأسلموه بمقتضاه نصف تراقية، واعتنق البلغار المسيحية في عهد الخان بوريس Boris (٨٥٢ - ٨٨٨) . وآوى بوريس نفسه بعد حكم طويل إلى أحد الأديرة، ثم خرج منه بعد أربع سنين ليخلع ابنه الأكبر فلادمير، ويُجلس على العرش ابناً آخر أصغر من أخيه يدعى سيمون Simeon (٨٩٣ - ٩٢٧) ، وعاش بوريس حتى عام ٩٠٧، وأصبح هو أول قديس قومي لبلغاريا. وكان سيمون من أعظم ملوك زمانه، فقد وسع رقعة أملاكه حتى شملت بلاد الصرب والبحر الأدرياوي، ولقب نفسه "إمبراطوراً وحاكماً مطلقاً لجميع البلغار واليونان"، وشن الحرب عدة مرات على بيزنطية، لكنه حاول أن يدخل الحضارة إلى بلاده بتراجم الآداب اليونانية، وأن يجمل عاصمته في أقاليم الدانوب بروائع الفن اليوناني. ويصف أحد معاصريه مدينة برسلاف Breslav بأنها "من أعجب ما تقع عليه العين". مليئة "بالقصور والكنائس الشامخة الكثيرة الزخرف، ولقد كانت في القرن الثالث عشر أكبر مدينة