للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جميعها، وذبحوا أهلها، وظلوا عاماً كاملاً يعيشون فيشبه الجزيرة فساداً، ثم فتحوا بنونيا Pannonia، وأغاروا على بافاريا Bavaria (٩٠٠ - ٩٠٧) ، وخربوا كارانثيا Carinthia (٩٠١) ، واستولوا على مورافيا Moravia (٩٠٦) ونهبوا سكسونيا، وثورنجيا Thuringia وسوابيا Swabia (٩١٣) ، وألمانيا الجنوبية، والألساس Alsace (٩١٧) ، وانقضوا فجأة على الألمان المقيمين على ضفاف نهر الك Lech أحد روافد الدانوب (٩٢٤). وارتجفت لذلك قلوب الأوربيين وتوجهوا إلى خالقهم بالدعاء والصلاة، لأن هؤلاء المغيرين كانوا لا يزالون أقواماً وثنيين، ولاح أن العالم المسيحي مقضي عليه لا محالة. ولكن المجر هُزموا عند جوثا Gotha عام ٩٣٣، ووقف زحفهم على أثر هذه الهزيمة، ثم غزا إيطاليا مرة أخرى في عام ٩٤٣ ن ونهبوا برغنديا في عام ٩٥٥. وانتهى الأمر في ذلك العام نفسه بأن هزمتهم جيوش ألمانيا المتحدة بقيادة أتو Otto الأول في معركة حاسمة في لكفلد Lechfeld أو وادي ألك بالقرب من مدينة أوجزبرج Augsburg، واستطاعت أوربا عقب هذه الهزيمة أن تتنفس الصعداء بين خراباتها بعد أن حاربت في قرن واحد (٨٤١ - ٩٥٥) النورمان في الشمال، والمسلمين في الجنوب، والمجر في الشرق.

وبعد أن خضع المجر أضحت أوربا أكثر أمناً مما كانت لاعتناقهم الدين المسيحي (٩٧٥). ذلك أن الأمير جيزا Geza خشي اندماج هنغاريا في الإمبراطورية البيزنطية التي عادت وقتئذ توسع رقعتها، ولهذا اختار المذهب المسيحي اللاتيني لكي يسالمه الغرب، وزاد على ذلك بأن زوج ابنه ستيفن من جزيلا Gisela ابنة هنري الثاني دوق بافاريا. وأمسى استيفن الأول (٩٩٧ - ١٠٨٣) شفيعاً لهنغاريا وراعيها وأعظم ملوكها، فقد نظم شئون المجر على غرار النظام الإقطاعي الألماني، وقوى الأساس الديني الذي أقام عليه المجتمع الجديد بأن قبل مملكة هنغاريا وتاجها من البابا سلفستر Sylvster الثاني (١٠٠٠).