Aquitaone. وحكم شارل مارتل Chales Martel (المطرقة)، الذي كان بالاسم ناظراً للقصر ودوق استراسيا، غالة كلها تحت سلطان كلوتير الرابع (٧١٧ - ٧١٩). وهو الذي صد بعزيمته غارات الغاليين مستعيناً بالفريزيين والسكسون، وهو الذي صد المسلمين عند تور وردهم عن أوربا. وأعان بنيفاس Boniface وغيره من المبشرين على تنصير ألمانيا، ولكنه حين اشتدت حاجته إلى المال صادر أراضي الكنيسة. وباع مناصب الأساقفة لقواد الجيش، وأسكن جيوشه في الأديرة، وقطع عنق راهب بروتستنتي (١٩). وحُكِمَ عليها في مائة منشور وخطبة منبرية بأن مأواه الجحيم.
وأرسل ابنه بيبين الثالث ناظر قصر كلدريك الثالث بعثة إلى البابا زخرياس يسأله هل يأثم إذا خلع الإمعة المروفنجي وأصبح هو ملكاً بالاسم كما هو ملك بالفعل. وكان زخرياس وقتئذ في حاجة إلى تأييد الفرنجة ضد مطامع اللمبارد فبعث إليه بجواب مطمئن يقول فيه إنه لا يأثم. فلما تلقى بيبين الرد عقد جمعية من الأشراف والمطارنة في سواسون Soissons اختير فيها بإجماع الآراء ملكاً على الفرنجة (٧٥١)، ثم قص شعر آخر الملوك المروفنجيين البلداء وأرسله إلى دير. وجاء البابا استيفن الثاني في عام ٧٥٤ إلى دير القديس دنيس St، Denis في أرباض باريس، ومسح بيبين "ملكاً بنعمة الله". وهكذا انتهت الأسرة المروفنجية (٤٨٦ - ٧٥١) وبدأت الأسرة الكارولنجية (٧٥١ - ٩٨٧).
وكان بيبين الثالث "القيصر" حاكماً صبوراً يعيد النظر، نقياً عملياً، محباً للسلم، لا يغلب في الحرب، متمسكاً بالأخلاق الفاضلة إلى حد لم يسبقه إليه ملك آخر في غالة في تلك القرون. وكان بيبين هو الذي مهد لشارلمان سبيل كل ما أتاه من جليل الأعمال؛ وفي خلال حكمها الذي دام ثلاثاً وستين سنة (٥٧١ - ٨١٤) تحولت بلدهما نهائياً من غالة إلى فرنسا. وأدرك بيبن ما في الحكم بغير معونة الدين من صعاب، فأعاد إلى الكنيسة أملاكها، وامتيازاتها