للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تكون وغير التي تكون" أي على جميع الأجسام، والعمليات، والمبادئ، والعلل، والأفكار. وهو يقسم الطبيعة إلى أربعة أنواع من الكائنات.

(١) ذاك الذي يخلق ولكنه لا يُخلَق- أي الله. (٢) ذاك الذي يُخلَق ويخلق- أي العلل الأولى، والمبادئ، والنماذج الأولى، والأفكار الأفلاطونية، والكلمة، وهي التي يتكون من عملياتها عالم الأشياء المفردة، (٣) ذاك الذي يٌخلَق ولا يخلق- أي عالم الأشياء المفردة السالفة الذكر، (٤) ذاك الذي لا يخلق ولا يُخلَق- أي الله بوصفه الغاية النهائية التي تستوعب كل شيء. فالله هو كل شيء كائن بحق؛ لأنه يكوّن الأشياء وجميعها ويتكون من الأشياء جميعها". وليس ثمة عملية خلق في وقت بذاته، لأن هذا القول يتضمن تغيراً في الله. فإذا سمعنا أن الله قد أوجد كل شيء-، فيجب ألا نفهم من هذا القول إلا أن الله حال في كل شيء- أي يوجد بوصفه جوهر كل الأشياء" (٥١). "والله نفسه لا يدركه عقل من العقول، وليس الجوهر المكنون لكل شيء والذي خلقه الله مما يمكن إدراكه، وكل الذي نراه هو الأعراض لا الجوهر" (٥٢) - أي صور الأشياء التي تدركها الحواس والعقول لا حقائقها التي لا تعرف ولا يمكن معرفتها-كما يقول كانت Kant فيما بعد. وليست الخصائص المحسوسة في الأشياء متأصلة في الأشياء نفسها، وإنما تتكون من الأشياء التي ندركها بها. فإذا قيل لنا إن الله يرغب، ويحب ويختار، ويرى، ويسمع … فيجب ألا نفكر إلا في أن حقيقته وقوته اللتين لا يستطاع وصفهما يُعَبَّر عنهما بمعان تتفق معنا في طبيعتها"- أي موائمة لطبيعتنا، "حتى لا يجد المسيحي الحق التقي ما يقوله عن الخالق، فلا يقول شيئاً عنه ليعلم به النفوس الساذجة" (٥٣). ولمثل هذا الغرض لا لشيء سواه نستطيع أن نتحدث عن الله كأنه ذكر أو أنثى، وليس "هو" هذا ولا ذاك (٥٤). فإذا فهمنا لفظ "الأب" بمعنى المادة الخلاّقة أو جوهر الأشياء جميعها، و"الابن"