ووقف الفن الفرنسي في هذه الأوقات المضطربة جامداً لا يتحرك، فقد ظل الفرنسيون يشيدون كنائسهم على نظام الباسلقا رغم ما ضربه لهم شارلمان من أمثلة. وفي عام ٩٦٦ أصبح أحد الرهبان والمهندسين الإيطاليين ويدعى وليم من أبناء فلبيانو Volpiano رئيساً لدير فيكامب F (camp النورماني. وقد جاء معه من إيطاليا بكثير من أساليب الطراز النورماني والرومانسي، ويبدو أن أحد تلاميذه هو الذي بنى دير جوميج Jumi (ges الكنسي (١٠٤٥ - ١٠٦٧)؛ وفي عام ١٠٤٢ دخل رجل إيطالي آخر يدعى لانفرانك Lanfranc الدير النورماني في بك Bec، وسرعان ما جعله مركزاً علمياً نشطاً، يهرع إليه طلاّب بلغوا من الكثرة ما اضطر القائمين عليه إلى إضافة أبنية جديدة له. وقد خطط لانفرانك هذه الأبنية، ولعله قد استعان على تخطيطها بمن هم أكثر منه خبرة بهذا العمل. ولم يبق حجر واحد من حجارة هذا البناء، ولكن دير الرجال في جائن Abbaye aux Hommes at Gaen (١٠٧٧ - ١٠٨١) لا يزال قائماً غلى اليوم يشهد بقوة الطراز الرومانسي الذي تطور في نورماندي على أيدي لانفرانك ومن جاء بعده.
وشيدت في القرن الحادي عشر كنائس جديدة في جميع أنحاء فرنسا وفلاندرز، زينها الفنانون بصور الجدران وبنقوش الفسيفساء والتماثيل. وكان شارلمان قد أمر بأن يطلى داخل الكنائس ويلون ليستفيد من ذلك المؤمنون؛ وزينت قصور آخن وأنجلهيم بالمظلمات، وما من شك في أن كثيراً من الكنائس قد حذت حذو هذه القصور. وقد دمرت آخر قطع من مظلمات آخن في عام ١٩٤٤، ولكن نقوشاً شبيهة بما كان على جدرانها لا تزال باقية في كنيسة سان جرمان St، Germain في أوكسير. ولا تختلف هذه النقوش في شكلها عن النقوش التي تزدان بها مخطوطات ذلك العصر ولا عن طرازها أو حجمها.