أسندون Assndun إحياء لذكرى الأنجليسكسون والدنمرقيين الذين حاربوا في ذلك المكان، وحج بنفسه إلى قبر إدمند، ووعد بأن يتبع قوانين إنجلترا وأنظمتها القائمة فيها، ووفى بوعده فيما عدا حالتين اثنتين: فقد أصر على أن تكون حكومة المقاطعات التي أفسدها الأعيان الأتوقراطيون تحت سيطرة عملائه هو، واستبدل بكبير الأساقفة وزيراً من غير رجال الدين ليكون كبير مستشاري التاج، وأنشأ طائفة من العمال الإداريين والموظفين المدنيين كان لهم الفضل في جعل حكومة البلاد ثابتة مستمرة، وكان عماله كلهم تقريباً، بعد سني حكمه الأولى المزعزعة، من الإنجليز. وقد جمع بين تاجي الدنمرقة وإنجلترا، ثم أصبح في عام ١٠٢٨ ملكاً على النرويج، ولكنه كان يحكم مملكته الثلاثية من مدينة ونشستر.
وكان الغزو الدنمرقي حلقة في سلسلة الغزوات الأجنبية الطويلة وفي الامتزاج العنصري اللذين انتهيا بالفتح النورمندي وأنتجا آخر الأمر الشعب الإنجليزي. فقد امتزجت دماء الكلت والغاليين، والإنجليز والسكسون والجوت، والدنمرقيين والنورمان، بالزواج أو بغيره من الوسائل، فخلقت من البريطانيين أهل البلاد في زمن الرومان، وهم الذين ليست لهم ميزة ولا قدرة على الابتكار، خلقت منهم قراصنة عهد الملك إلزبث الصخابين، وفاتحي العالم الصامتين في القرون التالية. ولقد جاء الدنمرقيون إلى إنجلترا، كما جاء إليها الألمان وأهل الشمال، بحب للبحر يكاد يبلغ درجة الوجد والهيام، واستعداد لقبول دعوة البحر الغادرة إلى المغامرة والاتجار في أقاصي البلاد، أما من الجهة الثقافية فقد كانت غزوات الدنمرقيين كارثة على البلاد، وقف في أثنائها فن البناء فلم يخط خطوة إلى الأمام، وانحل فن زخرفة الكتب فيما بين عامي ٧٥٠، ٩٥٠؛ كما وقفت النهضة العلمية والأدبية التي شجعها ألفرد، وفعلت غزوات الشماليين ما فعلته في غالة نفسها فأخذت تقضي على أعمال شارلمان المجيدة.