فقالوا إنه كان في مقدور الفتاة المثقلة بالحلي والجواهر أن تطوف في أنحاء البلاد بمفردها دون أن يتعرض لها أي أحد بأذى. وحشد أهل الشمال بأيرلندة في هذه الأحداث جيشاً آخر، زحفوا به على الملك الطاعن في السن، والتقى بهم الملك الإيرلندي عند كلنتارف Clontarf القريبة من دبلن في يوم الجمعة الحزينة في الثالث والعشرين من إبريل عام ١٠١٤ وهزمهم، ولكن ابنه مروغ Murrogh قتل في أثناء المعركة ثم ذبح بريان نفسه في خيمته.
وحلّت السلم- وهي الترف الذي لا يستمتع به إلا المحظوظون- في البلاد المنكوبة إلى حين، وانتعشت الفنون والآداب من جديد في القرن الحادي عشر، وظهر في خلاله كتاب لينستر the Book of Leinster وكتاب الترانيم وهما لا يكادان يقلان في جمال زخرفهما عن كتاب كلز نفسه. وكان للمؤرخين والعلماء شأن كبير في مدرس الأديرة، غير أن الروح الأيرلندية الشكسة لم تكن قد روضت بعد، فقد عادت الأمة فانقسمت غلى ممالك متعادية، وأنهكت قواها في الحروب الداخلية، ورأت حفنة من المغامرين من أهل ويلز وإنجلترا في عام ١١٧٢ أن من السهل عليها أن تفتح "جزيرة الدكاترة والقديسين"-وإن لم تجد من السهل عليها أن تحكمها.